رد إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، على تدوينة سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، الذي كتب "الطريق إلى تشكيل الحكومة يقتضي إحسان التقدير بحسن قراءة السياقات والمآلات والاعتبار بما وقع في محيطنا الإقليمي قبل 3 سنوات، بإعمال القواعد الشرعية في بناء التحالفات ومنها قول ابن عقيل" السياسة ما كان فعلا يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد وإن لم يضعه الرسول صلى الله عليه وسلم أو نزل به وحي". مضيفا و"كذلك استدعاء حديث حلف الفضول في الجاهلية الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم" لقد شهدت مع عمومتي في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت،" ثم دروس صلح الحديبية". حيث خلف هذا القول سخطا عارما بين أنصار الاتحاد الاشتراكي وحزب الجرار، الأمر الذي دفع زعيم هذا الأخير إلى الرد عليه بتدوينة مضادة قائلا "استوقفتني اليوم تدوينة للسيد سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، حول التحولات والمستجدات التي تعرفها عملية تشكيل الحكومة بعد التكليف الثاني للحزب المتصدر لنتائج استحقاقات السابع من أكتوبر؛ حيث استغربت لجوء صاحب التدوينة إلى الأحاديث النبوية الشريفة لتبرير مسألة سياسية ظرفية مرتبطة بشروط عرضية في الزمان والمكان". متسائلا "لماذا يصر السياسيون في بلادنا على تغليف أفعالهم وسلوكاتهم الدنيوية بالنفحات المقدسة والعبر الدينية المشتركة لمنح مضامين تضفي على هذه الأفعال والسلوكات صفة القدسية والطهرانية؟". واسترسل إلياس العماري الذي كان في لقاء مع رئيس الحكومة المعين سعد الدين العثماني خلال يوم الثلاثاء لهذا الأسبوع، أن "هذا ما يجعلنا نردد دائما بأن الفعل السياسي هو فعل بشري، وبأنه من غير المقبول أبدا استغلال المشترك الديني لأغراض حزبية فئوية ضيقة. فالدين حكم إلهي يهم جميع البشر، ولا يجوز تبرير وتغليف تصرفات وسلوكات حزب سياسي بأفعال وأقوال الرسول صلى الله عليه و سلم من أجل مكاسب سياسية دنيوية ترمي إلى كسب السلطة والجاه" داعيا إلى فصل الدين عن الشأن السياسي العام للبلاد والمواطنين. وأضاف زعيم الجرار "وعندما يقارن الأستاذ سليمان العمراني بين مشاورات ومفاوضات الأستاذ العثماني، ب"صلح الحديبية"، ألا يضمر خطابُه تمييزا خطيرا بين فريقين، على قاعدة التدين والإيمان، فريق الرسول(ص) وفريق قريش، فريق المسلمين وفريق الكفار؟ ألا تضمر مقارنة مفاوضات تشكيل الحكومة في المغرب وفي سنة 2017 مع "مفاوضات" نزع فتيل الاقتتال في مكة في العام السادس للهجرة؟ ألا يدفع إلى توصيف فريق العدالة والتنمية بأصحاب الرسول (ص) وفريق بقية الأحزاب بقوم قريش الكفار؟". خاتما تدوينته ب"لهذا عندما نقول أننا نخاف على الوطن من خطورة استغلال المشترك الديني، فنحن و اعون بأن الأمور جدية، ولنا في تاريخ الأمم والشعوب دروس وعبر.." وبهذا يكون إلياس العماري قد أفصح عن ما بجبته من عداوة بين توجه حزبه الحداثي وحزب العدالة والتنمية المحافظ والإسلامي وهما التوجهان المتعارضان طولا وعرضان واللذان لا يمكن أن يلتقيان، وهو ما يدحض فرضية التحالف في حكومة واحدة، ليبقى لقاء التشاور مجرد بروتوكول والتقاط صور ليس إلا.