أجل حزب العدالة والتنمية مؤتمره الوطني العادي الثامن والتمديد للأمين العام وباقي الهياكل الحزبية، وذلك بعدما تم اتخاذ القرار أمس (السبت) في مؤتمر استثنائي عقد بالرباط، حيث نال القرار موافقة حوالي 95 في المائة من المؤتمرين، إذ صوت لصالحه 1566 في حين صوت ضده 73 بينما بلغ عدد الأصوات الملغاة 5 أصوات. وحسب " المساء " فقد عرف المؤتمر الاستثنائي توجيه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، مدفعيته من جديد نحو إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة دون أن يذكره بالاسم، حيث وصفه ب»بوعو»، متهما إياه بالوصول إلى رئاسة جهة طنجةالحسيمة، إما عبر تخويف المستشارين أو شراء أصواتهم. وقال بنكيران «إن ما حدث من مهزلة خلال رئاسة الجهات، حيث تم الحصول على رئاسة ثلاث جهات بغير حق وهي جهة الشمال وبني ملال والدار البيضاء، وذلك عبر التحكم في بضع مستشارين إما تم تخويفهم أو شراء أصواتهم» ، وتهكم رئيس الحكومة على العماري بالقول «إنهم يفكرون وفي كل مرة يخرجون فكرة وقيادة جديدة وما دمتم جئتم في المرتبة الأولى لماذا غيرتم قيادتكم، وب»شكون»، إنه يعتقد أن 6 مليارات ونصف ستقضي على حزب العدالة والتنمية إنها لا تكفي لتحطيم علاقات عضو واحد مع الحزب، لملم «كويغطاتك» التي لا يقرأها أحد وقل للناس اعذروني». وفي سياق حديثه عن التصريحات التي قال فيها إلياس العماري إن القناة السادسة تنتج التطرف، قال بنكيران «لقد تبنا إلى الله من التدخل في الشؤون الدينية ونحن حاليا حزب سياسي مدني، ولكن أنتم تدخلتم وربطتم بين الإرهاب والقناة السادسة، أخبرونا من يقوم بالإرهاب، أليس في علمكم أن هذا المجال محفوظ لجلالة الملك، هل تريدون محاربة الإسلاميين أم الإسلام»، ليضيف بنبرة تهكم «تحدثت عن السادسة ولم تتحدث على الرابعة والخامسة والثالثة والثانية، هذه الأخيرة لا ينفع معها إلا البلاغات الواردة عليها من الديوان الملكي «اللي كتجبد ليها ودنيها»، في إشارة منه إلى سميرة سيطايل، مديرة الأخبار. كما دعا بنكيران من أسماهم بأصحاب «البريكولاج» والباحثين عن المواقع داخل الحزب لمغادرته، وخاطب المؤتمرين قائلا «رحم الله ضعفنا فنحن بشر وأنا منكم هناك هوى ولكن يجب أن يوافق ذلك الشرع، ولو أن أحدهم يقدم لكم «بريكولاج» إسلامي فلا تقبلوا منه ذلك، وتذكروا أنه لعهد قريب أخرج الحزب المعلوم العربي بلقايد من التسيير بمدينة مراكش ودعوته للصبر وأنه سيعود إن شاء الله وهو ما تحقق حيث رجع إلى رئاسة المدينة معززا مكرما رغم القول بأنها مدينة سياحية ولن تصلح للرجعيين «. وكشف بنكيران أنه كان يتمنى أن يكون أحد أعضاء ديوانه ممن يقطن معه في البيت من أجل أن يخفف عنه بعض الأعمال سواء كان ابنه أو زوج ابنته، غير أنه تفادى ذلك لكي لا يتحدث الناس عن أنه شغل قريبا منه، جازما بلغة التحدي أنه لم يشغل أي قريب له في هذه المرحلة. وبدوره هاجم سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب «المصباح « العماري، على خلفية حديثه عن أن إذاعة محمد السادس تنشر التطرف، قائلا «من كانت له ملاحظة خاصة بالشأن الديني فليتوجه بها إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، فمثل هذه الخطابات توجه للخارج من أجل التشكيك في ثوابتنا وهذا ما لا نقبله لأنه «حشومة». وذكر العثماني بالتلاحم الذي يعرفه المغرب بين الملك والشعب على مر التاريخ، داعيا المؤتمرين إلى شكر الوطن لأنه وسعهم في الوقت الذي تم فيه إقصاء من يشبهونهم في عدد من البلدان الأخرى، وإلى عدم الالتفات إلى من يشوشوا عليهم وأن كل قيادات حزبه على قلب واحد رغم اختلاف آرائهم الذي يسبق اتخاذ القرار الذي يلزم الجميع. وبرر العثماني تمديد الولاية لكل هياكل الحزب وذلك بغية الاستعداد للمحطة المقبلة من الانتخابات بينما قال بنكيران «إنه لا يمكن تغيير مسؤولين في هذه المرحلة والذين نجحوا في تدبير ملف الانتخابات الماضية». هذا وقد قرر المؤتمر الاستثنائي للحزب تمديد الولاية الانتدابية لعبد الإله بنكيران، كأمين عام إلى حين انعقاد المؤتمر الوطني الثامن الذي تم تأجيله إلى أجل أقصاه متم سنة 2017، كما تم التمديد للمجلس الوطني وباقي هياكل الحزب. كما أن المجلس الوطني للحزب سيصادق على مسطرة الترشيح التي عرفت أول أمس نقاشا مفصلا خاصة في ما يتعلق بحدود تدخل الأمانة العامة وكذا الأجهزة المحلية والجهوية، إلى جانب تمثيلية النساء وعدد من المعايير التي يجب توفرها في المرشحين المقبلين.