كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن أن حجم التبادل التجاري بين إسرائيل والإمارات بلغ نحو نصف مليار دولار، بعد عام على توقيع اتفاق التطبيع بين الجانبين في غشت 2020، مع توقعات بوصل المبادلات التجارية إلى نحو مليار دولار نهاية العام الجاري. وقالت الصحيفة، في تقرير نشر الأحد، إنه بعد مضي عام على التطبيع، تجاوز حجم المبادلات التجارية بين الجانبين 570 مليون دولار. ولفتت إلى إمكانية تجاوز التبادلات التجارية بين إسرائيل والإمارات بنحو ثلاثة مليارات دولار في غضون ثلاث سنوات، وفق بيانات للمكتب المركزي للإحصاء في إسرائيل. بعد مضي عام على التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي، تجاوز حجم المبادلات التجارية بين الجانبين 570 مليون دولار ووفقاً لما أوردته الصحيفة، فإنه خلال عام 2020 والأشهر الستة الأولى من عام 2021، صدّرت إسرائيل 197 مليون دولار من السلع والخدمات إلى الإمارات، واستوردت منها حوالي 372 مليون دولار. وأشارت إلى أنه في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عما أسمته الصحيفة "زوبعة اتفاقيات السلام" في الشرق الأوسط، وإعادة تشكيل التحالفات السياسية في المنطقة، بدأت الشركات الإسرائيلية في إدارك الإمكانات التي يوفرها النظام البيئي الاقتصادي للإمارات، منسبةً القول لدوريان باراك، المؤسس الأول المشارك لمجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي. وبحسب مجلس الأعمال هذا فإن نحو 500 شركة إسرائيلية تقيم صفقات تجارية مع الإمارات، التي كانت الأولى التي وقعت اتفاقاً تطبيعياً مع إسرائيل، قبل أن تحذو حذوها كل من البحرين والمغرب والسودان، وما تلى ذلك من تعاون تجاري بين تلك الدول وإسرائيل. وقال باراك، في تصريحات للصحيفة الإسرائيلية، إن الإمارات "منصة فريدة للوصول إلى العالم بأسره"، مضيفاً أن الإسرائيليين دائما يبحثون عن طرق للقيام بأعمال تجارية في جنوب آسيا وشرق أفريقيا والهند وبنغلاديش". في حين أنها "أسواق بها مليارا شخص ولا يمكن العمل معهم من تل أبيب". وتابع: "هناك العديد من مستثمري الأسهم المهمين في الإمارات، وهي مسألة وقت فقط قبل أن نرى المزيد من الشركات الإماراتية تستحوذ على حصص كبيرة في الشركات الإسرائيلية". ووصفت فلور حسن ناحوم، المؤسس المشارك لمجلس الأعمال الإماراتي- الإسرائيلي ونائب رئيس بلدية القدس، العام الأول للتطبيع مع الإمارات ب"الناجح للغاية"، على الرغم من العديد من التحديات التي كان أبرزها جائحة كورونا، إذ يأمل كل من الجانبين إلى تحقيق مكاسب كبرى من اتفاق التطبيع، خاصة في مدينة دبي الباحثة عن شركاء جدد في قطاعات السياحة والتكنولوجيا والأعمال. وأوضحت أن الجائحة أعاقت السياحة ورغم ذلك "لا يزال لدينا حوالي 230 ألف إسرائيلي يزورون الإمارات" وأضافت: "تخيل ما كان يمكن فعله إذا لم تكن هناك جائحة". وكانت دبي أعلنت، في يناير الماضي، عن تبادل تجاري بقيمة 272 مليون دولار مع إسرائيل، بين سبتمبر 2020 ويناير 2021. وقالت جمارك دبي إن "حجم قيمة التجارة بين البلدين بلغت 6217 ألف طن، وزعت بنحو 325 مليون درهم واردات، و607 ملايين درهم صادرات". وفي وقت سابق، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، خلال زيارة أجرها لدبي، في يونيو/حزيران الماضي، عن السعي الإسرائيلي الحثيث لتوقيع مزيد من الاتفاقيات الاقتصادية مع الإمارات، مشيرا ًإلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 675 مليون دولارمنذ توقيع اتفاق التطبيع. وصرح رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ دبي العالمية من قبل بأن "توسيع آفاق التعاون الاقتصادي بين الجانبين لن تعود فوائده على مجتمعات الأعمال في دولة الإمارات وإسرائيل فقط، بل ستمتد لتشمل جميع الأسواق ومجتمعات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط". وأقامت الإمارات علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل ضمن "اتفاقات إبراهيم". ومنذ تطبيع العلاقات رسميا، في أغسطس/ أب 2020، بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تبادل البلدان السفراء، ووقعا اتفاقات تجارية. وتسعى إسرائيل إلى عقد اتفاقات مماثلة مع دول أخرى في المنطقة، وقد نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن المدير السابق لقسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية، حاييم ريجيف، إن إسرائيل تحافظ على شكل من أشكال الاتصال مع جميع الدول العربية، بما فيها تلك المصنفة رسميا على أنها "معادية". وكانت صفحة "إسرائيل في الخليج" قد نشرت مقطع فيديو على منصة "تويتر" استعرضت فيه إجمالي المعاملات الاقتصادية والتجارية التي تم تنفيذها بين إسرائيل والإماراتوالبحرين في قطاعات مختلفة، أكاديمية وصحية واقتصادية وغيرها الكثير.