حالة من الحزن تخيم على مدينة فاس، بعد رحيل إدريس الحنافي أحد كبار علمائها، متأثرا بتبعات إصابته بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19. رحيل الدكتور إدريس الحنفي، الذي كان يشغل منصب أستاذ جامعي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس، خلف حزنا كبيرا وسط زملائه وتلامذته، الذين عبروا عن حزنهم على رحيله . وعدد زملاء الدكتور وتلامذته، مناقب الراحل وخصاله الحميدة ، التي عرف به في الوسط العلمي، بالعاصمة العلمية بفاس، حيث كان دائم الحضور في المجالس والندوات العلمية . وولد الشيخ إدريس الحنفي رحمه الله بمنطقة تاونات من أسرة بسيطة ، ومثله مثل كل أبناء المنطقة بدأ مشواره الدراسي بحفظ القرآن بمسقط رأسه بكتاب القرية، ثم رحل إلى آل بنصديق الغماريين فأخذ عنهم علوم الآلة، وبرز في علم الحديث. ثم شد الرحال إلى المشرق لبدأ مسيرة التحصيل العلمي الشرعي طالبا بالجامعة الإسلامية، كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية، حيث أخذ العلم على يد كبار العلماء من أمثال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني والعلامة عبد العزيز بن باز والعلامة محمد بن صالح العثيمين والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من فطاحل العلم في بلاد الحجاز.حب العلم وتحصيله دفع الشيخ إدريس الحتنفي إلى الرحال إلى مصر منتسبا لكلية دار العلوم بالقاهرة، وبعد حصوله منها على درجة الماجستير عاد للمغرب ليكون من الجيل الأول المؤسس لشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس. وفاة العالم إدريس الحنافي، علف عليها الدكتور محمد التازي بالقول :" نلغني خبر وفاة شيخنا في علم الأصول الأستاذ الدكتور إدريس حنفي الأستاذ بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس فجر يومه الجمعة 18ربيع الثاني 1442 هجرية الموافق ل 05 دجنبر 2020 م، إثر معاناة مع وباء كورونا. رحمه الله تعالى رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وألهم الله أهله وذويه ومحبيه وطلبة العلم الصبر والسلوان. وقد كانت لنا معه حصص في شرح مفتاح الوصول في بناء الفروع على الأصول للتلمساني في مرحلة دبلوم الدراسات العليا المعمقة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة سيدي محمد بن عبد الله سايس فاس لله ما أعطى وله ما أخذ إنا لله وإنا إليه راجعون. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم".