كشفت مقتطفات من كتاب "الدم والنفط" الذي يتناول حياة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وصعوده إلى السلطة، جوانب مثيرة في الأزمة الخليجية التي اندلعت في منتصف 2017. وبدأ توزيع الكتاب الذي أعده الصحافيان "برادلي هوب" و"جاستين شيك" في الأول من شتنبر، وفيه تفاصيل عن حياة بن سلمان الفارهة ورغبته بالحصول على الثروة. وفيما يتعلق بالأزمة مع قطر، يشير الكتاب إلى أن السفير الأمريكي في الرياض، جو ويستفال، قد حذر محمد بن سلمان مرارا من أي عدوان عسكري على قطر. ويكشف الكتاب أن مستشار ترامب حينها، ستيف بانون، أبلغ ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد "علينا الاهتمام بهؤلاء" في إشارة إلى قطر، مضيفا "إنهم أسوأ من الفرس، لقد أصبحوا مهيئين لمشواتكم". وقد أبلغ السعوديون جاريد كوشنر بمقاطعة قطر قبل ساعة من بدء التنفيذ وطلب منهم تأخير الخطوة ليأتي الرد بالقول "الأمر متأخر جدا، لقد بدأنا التحرك". ويتابع الكتاب أنه بعد اندلاع الأزمة الخليجية، اتصل وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون بالبيت الأبيض محذرا من أن قاعدة "العديد" ستكون في خطر إذا بدأ ثلاثة من أكبر مشتري السلاح الأمريكي توجيه أسلحتهم ضد بعضهم البعض. ولم تنجح جهود تيلرسون في دفع ترامب لتهدئة الوضع في الخليج. وفي اليوم التالي أبلغ كوشنر وترامب أن الأزمة ستقلب حياة القطريين الذين لن يتمكنوا من أداء امتحاناتهم ولن يكون هناك حليب في البقالات ليرد ترامب "أنا لا أبالي بتاتا بالحليب". وأبلغ ترامب كوشنر أمام تيلرسون "إذا جعلتهم يتقاتلون لكي يقللوا الدعم المالي للإرهاب فإن ما حصل في الاتجاه الصحيح دع السعوديين يجدون مخرجا". ويبين الكتاب أن "التخطيط لأزمة قطر بدأ قبل 3 أشهر من الأزمة في 22 مارس 2017، ووضعها استراتيجي سعودي يدعى عبد العزيز العتيبي يعمل في السفارة السعودية في واشنطن عبر حملة إعلامية مركزة لمدة 3 أشهر تنطلق في يونيو بعد انتهاء زيارة ترامب للسعودية." ويوضح الكتاب أن الخطة كانت عبارة عن تغطية أسبوعية تزيد من وعي المتلقي الغربي بشأن "دعم قطر للإرهاب وتقديم معلومات عن الرشى لشراء كأس العالم 2022". وقد وجدت القيادة الإماراتية الفرصة سانحة في 2017 بعد أن رأت أن لديها حلفاء لإطلاق الأزمة مع قطر وجعل الحياة صعبة للقطريين كي توافق الدوحة على شروطهم، لكن الأزمة ارتدت عليهم بعد أن قررت قطر المواجهة. ودفع الفشل في التخطيط للأزمة مع قطر ستيف بانون للطلب من طحنون بن زايد تقديم لائحة مطالب لقطر لكي "تتمتع الأزمة بالمصداقية"، قائلا له "عليك أن تقدم شيئا، ما هي مطالبك؟!". ومع تدخل الولاياتالمتحدة وفرنسا لتهدئة الأزمة الخليجية بدأت حرب سيبرانية غير مسبوقة. وفي الوقت الذي اعتقد فيه الأمراء السعوديون أن وجود الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز كوزير للحرس الوطني ومحمد بن نايف في وزارة الداخلية سيحميهم بسبب قدرات وزارة الدفاع المحدودة في التجسس في الداخل، كان بن سلمان قد طور أدواته في التجسس على هواتفهم ومنهم تركي بن عبد الله بمساعدة جزئية من سعود القحطاني. بينما فقد بدر العساكر قيمته التجسسية لدى بن سلمان لأنه لم يكن حذرا في اتصالاته مع علي الزبارة في تويتر وانكشفت ورقته مبكرا أمام السلطات الأمريكية ليصعد على حسابه سعود القحطاني الذي كان مشرفا على التجسس على أمراء الداخل طوال عامين بصورة رئيسية. وأما الأمير تركي بن عبد الله فقد استعان بشركة سويسرية لشن حملات على تويتر ضد ابن عمه محمد بن سلمان، ليرد الأخير عبر جيوش سعود القحطاني الإلكترونية، وسأل عن إمكانية قيام الأمريكيين بدعم انقلاب ضد الملك سلمان. كل ذلك تحت عين بن سلمان الذي كان يستقبل تركي بالابتسامة والأحضان. وعارض تركي بن عبد الله صعود بن سلمان للحكم لأن الأخير كان يهوى إهانة أفراد العائلة المالكة أثناء إمارته للرياض وكان يعتقد أنه أحق بالحكم من أخيه متعب.