ستجد العديد من الأسر القاطنة بالمدن الكبرى نفسها في مأزق حقيقي خلال يوم عيد الأضحى بسبب قلة الجزارين الموسميين والذي ينحدر أغلبهم من البوادي والمداشر القريبة من هذه المدن. واعتاد بعض الفلاحين كل سنة التنقل للمدن الكبرى لذبح أضاحي الأقارب والزبناء وتوفير مدخول قد يعادل أجرة شهر من العمل، وهو الأمر الذي لن يحصل هذه السنة بالنظر لقرار السلطات منع التنقل من وإلى عدد من المدن، بالإضافة إلى تخوف غالبية ممارسي مهنة الجزارة من خطر الإصابة بكورونا ونقله لأسرهم الصغيرة. وعلى الرغم من أن منطقة جماعة عين الضربان الأحلاف دائرة ابن أحمد بإقليم سطات، تعتبر من المناطق التي ينتقل جزاروها إلى المدن الكبرى بخاصة الدارالبيضاء، من أجل نحر أضاحي الأقرباء ومختلف الأسر البيضاوية. إلا أن عيد الأضحى لهذه السنة سيكون مختلفا نظرا لأن أغلبهم اختار قضاء العيد مع أسرته عوض السفر لمدن تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات. وما زاد من إصرار الجزارين على عدم السفر هو قرار وزارة الداخلية القاضي بمنح رخص تؤهلهم لذبح الأضاحي إلى جانب إخضاعهم لاختبارات الكشف عن فيروس كورونا (كوفيد -19). مجموعة من الجزارين بالمنطقة عبّروا ل"نون بريس"، عن ارتياحهم لعدم سفرهم للمدن من أجل ذبح الأضاحي، وذلك تخوفا من الإصابة بفيروس كورونا وكذا نقله لأفراد أسرهم، ما قد يحسسهم بتأنيب الضمير. وزاد الجزارون في حديثهم، أنه على الرغم من أن عيد الأضحى يعتبر فرصة لكسب مدخول لا بأس به يعينهم على مصاريف المعيشة طيلة مدة إغلاق الأسواق تزامنا مع هذه الشعيرة الدينية؛ إلا أن انتشار فيروس كورونا حال دون ذلك. كما أن منع التنقل دعّم قرارهم الذي كانوا يتردون في تنفيذه، ليحسموا الأمر لصالح عدم سفرهم. وعبّر المتحدثون ذاتهم، عن أسفهم لعدم استطاعتهم ذبح أضاحي بعض الأقرباء والأصدقاء بالمدن. مؤكدين على أن الأزمة التي تمر منها البلاد جراء انتشار الفيروس كان لها تأثير كبير عليهم خاصة وأنهم ظلوا لأزيد من أربعة أشهر بدون عمل. وأشار الجزارون إلى أنه ورغم تسلمهم للدعم الذي خصص لهم جراء الأزمة التي تسببت فيها كورونا؛ إلا أنه لم كافيا لسد حاجياتهم الأساسية، ذلك أن الأسواق تعتبر مصدر رزقهم الوحيد.