كشفت صحيفة “واشطن بوست” الأميركية، عما وصفته بالدور الأساسي لوزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في قرار قتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الجمعة. وقالت الصحيفة في تقريرها، إن بومبيو طرح سيناريو قتل سليماني على ترامب أكثر من مرة على مدى الأسبوع الماضي، لإقناعه بضرورة تنفيذ هذا القرار في هذه المرحلة. وكشفت الصحيفة الأميركية عن بعض من الجمل، كان بومبيو يستند عليها، لإقناع المعارضين من الأميركيين، والقلقين من الحلفاء الأوروبيين وغيرهم، من التداعيات المحتملة للضربة التي أودت بحياة سليماني. ومن بين هذه الجمل أن “قرار قتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، كان ضرورة دفاعية، وخيارا هو، الأكثر صوابا والأسلم للجميع”. وذكرت “واشطن بوست” أن معلوماتها جاءت نقلا عن مسؤولين لم يكشفوا عن أنفسهم، أشاروا إلى أن قتل الجنرال الإيراني، تتويج لحملة طويلة قادها بومبيو بنفسه لتمرير عمل تصعيدي ضد إيران. وأكدت الصحيفة أن بومبيو أولا، ووزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، هما من وقفا وراء قرار الرئيس ترامب المتخذ بقتل سليماني، فالرجلان في صف واحد، وتربطهما علاقة طويلة منذ مقاعد الدراسة، وكانا في فلوريدا معا في التاسع والعشرين من الشهر الماضي حيث كان ترامب يقضي إجازته. واستعرض الوزيران خيارات الرد على محاولة الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، وكان قتل سليماني، من ضمن تلك الخيارات. ووفق الصحيفة فإن خيار قتل قائد فيلق القدس، انتزعه بومبيو الذي استغل تطورات الأحداث لمصلحة مشروعه، هذا بالإضافة إلى وتر، لعب بومبيو عليه، ألا وهو: مخاوف ترامب من تصويره باللامبالي والعاجز عن مواجهة التهديدات الإيرانية. وجاهد بومبيو على مدى أسبوع كامل ولأكثر من مرة في اليوم الواحد، على طرح سيناريو قتل سليماني على ترامب، بحسب الواشنطن بوست. وتجاهل بومبيو بتصرفه تحذيرات عدة صدرت من محيطه، حاولت تذكيره بحادثة مقتل السفير الأميركي في ليبيا، وما تبعها من هجوم طال وزيرة الخارجية حينها، هيلاري كلينتون. واختتمت “الواشنطن بوست” تقريرها بالقول نقلا عن مسؤولين في البنتاغون، إن ما حصل بالنسبة لسليماني، لم يكن ليحصل لو كان هناك رجل آخر في منصب بومبيو.