لازالت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالرباط تستجمع كل الخيوط من أجل فك لغز انتحار شرطي كان يعمل بأمن مطار الرباطسلا برصاصة في الرأس بواسطة سلاحه الوظيفي. الحادث الذي وقع بمنزل الهالك بحي المنزه بالرباط، صباح الثلاثاء الماضي، شكل صدمة للعاملين بسلك الأمن وللمحيط العائلي للهالك بعدما فوجئت الأسرة بصوت عيار ناري منبعث من غرفته قبل أن تكتشف أنه أقدم على الانتحار. وحسب ماكشفت هنه يومية المساء في عددها الصادر اليوم الخميس فإن الشرطي المنتحر لم يكن يعاني من أي مشاكل مادية أو أسرية، وكان يمارس مهامه الوظيفية بشكل طبيعي بعد أن التحق بسلك الأمن قبل 3 سنوات، وهو ما تأكد بعد التحريات والأبحاث التي بوشرت في محيطه المهني والعائلي ما جعل انتحاره يتحول الى لغز. وكانت بعض الفرضيات قد رجحت احتمال أن تكون الرصاصة قد انطلقت بشكل عرضي من مسدس الشرطي خلال محاولة تنظيفه، وهي الفرضية التي تم استبعادها لاحقا بالنظر لمكان وطريقة إطلاق الرصاصة، وذلك في انتظار الحصول على نتائج التشريح الطبي. المصادر ذاتها كشفت أن البحث في هذا الملف يتم بإشراف مباشر من رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط، بعد أن تم تجميع عدد من المعطيات في محاولة لفهم الأسباب التي قد تشكل دافعا لإقدام الشرطي على الانتحار بما فيه العودة لملفه الطبي، علما أن البحث الذي تباشره عناصر الشرطة القضائية سيمتد لفحص هاتف الضحية وحاسوبه الشخصي لتتبع أي خيط قد يساعد في كشف السبب الذي جعل الهالك يقدم على الانتحار بشكل مفاجئ. وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد أعلنت أن موظف شرطة برتبة حارس أمن، يعمل بمفوضية الشرطة الخاصة بمطار الرباط-سلا، قد أقدم، صباح الثلاثاء 17 يوليوز 2018، على وضع حد لحياته باستعمال سلاحه الوظيفي بمنزله الكائن بحي المنزه بمدينة الرباط وأوضح بلاغ المديرية أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية باشرت إجراءات المعاينة الضرورية، كما تم رفع مختلف الآثار والأدلة المادية من مكان الحادث، وذلك في انتظار استكمال إجراءات البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن دوافع وخلفيات وملابسات هذا الحادث، في الوقت الذي تم فيه إيداع جثة الهالك بمستودع الأموات رهن إشارة إجراءات التشريح الطبي.