يطمح المغرب إلى توفير 42% من احتياجاته من الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة، مثل أشعة الشمس وحركة الرياح، ورفعها إلى 52% بحلول 2030. ووضعت المملكة قبل سبع سنوات إستراتيجية لاستغلال مصادر الطاقة المُتجددة وضخها في مزيج الطاقة عبر تطوير وإنشاء منشآت شمسية، ورياحية ومائية. وتوقع عبيد عمران، عضو مجلس إدارة "الوكالة المغربية للطاقة المستدامة"، دخول بلاده إلى عضوية نادي البُلدان التي تتجاوز فيها الطاقات المتجددة نصف إجمالي الطاقة الكهربائية المستخدمة في البلاد. وصرح في مقابلة في أبوظبي على هامش فعالية حول الطاقة "في أقل من 15 عاما، قد نكون عضوا في النادي.. لدينا تعاون مع مجموعة مؤسسات وهيئات مانحة وبنوك مقرضة من أجل هذا المشروع الطموح". وذكر أن الوكالة تمكنت من تجميع العديد من المُؤسسات المالية الشهيرة، التي شاركت في في تمويل محطات الطاقة الأربعة في ورزازات، لإجراء مفاوضات معها حول تمويل مشروع «نور ميدلت» للطاقة الشمسية الضخم المُزمع إنشاؤه قريبا. وأشار إلى أن الوكالة أطلقت أول سندات خضراء في المغرب بقيمة 1.15 مليار درهم (125.6 مليون دولار) من خلال اكتتاب خاص بالمستثمرين المغاربة لتمويل إنشاء محطة «نور» للألواح الكهروضوئية. وأوضح أن الوكالة تعمل كذلك على استشراف جميع أشكال الطاقة المُتجددة الأخرى (مثل طاقة المد والجزر وطاقة الكتلة الحيوية). وتراهن المملكة، التي تستورد 95 في المئة من احتياجاتها من الطاقة، على الطاقات المستمدة من المصادر المتجددة، لتقليل تبعيتها للخارج في مجال الطاقة، خاصة وأن فاتورة استيراد الفحم والنفط والغاز تفوق 100 مليار درهم (9.9 مليار دولار) سنوياً. وحسب عمران فإن المغرب يعمل على تطوير مشروعات تولد 1700 ميغاواط من الطاقة الشمسية، كما سيقوم بربط محطة «نور ورزازات» بالشبكة الوطنية للطاقة مع نهاية 2018. علاوة على ذلك، هناك أكثر من 892 ميغاواط يتم توليدها حاليا من طاقة الرياح، كما سيتم استغلال 1770 ميغاواط من الطاقة الهيدروليكية. وقال عمران أنه سيتم استكمال محطة «نور ورزازات» مع نهاية 2018 وستكون بطاقة 580 ميغاواط، ومن المتوقع أن تكون أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بتكلفة استثمارية حوالي 31 مليار درهم (3.4 مليارات دولار). وتمتد المحطة على مساحة تفوق 30 كيلومتر مربعا، وتضم أربع محطات شمسية متعددة التكنولوجيات. وعند اكتمالها ستلبي الطاقة الكهربائية المولدة فيها إحتياجات 2.1 مليون نسمة. وأكد عمران أن الوكالة تتعاون بشكل وثيق مع مستثمرين عرب، مشيراً إلى أن المُطور الرئيسي لمحطات الطاقة الشمسية في «نور ورزازات»، و«نور العيون»، و»نور بوجدور» هو شركة «أكوا باور» السعودية. كما ان هناك شراكة بين "الوكالة المغربية للطاقة المستدامة" وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» لتبادل الخبرات حول مختلف المواضيع المتعلقة بتنمية وتطوير الطاقات المتجددة.