شبه صحفي إسباني تعامل حكومة مدريد مع المسنين خلال جائحة كورونا، بتخليها عن جنود الجيش الاسباني في معسكر "إغريبن" بالريف في سنة 1921، قبل الإجهاز عليهم من قبل المقاومة الريفية. وقال الصحفي "فيرناندو لوبيز" في مقالة تحت عنوان "كوفيد 19.. التخلي عن شيوخنا في إغريبن"، "يبدو من المذهل أنكم تركتم إخوتكم يموتون، ثلة من الإسبان الذين عرفوا كيف يضحون بأنفسهم أمامكم" هذه العبارة كان يمكن قولها من قبل العديد من كبار السن الذين تم التخلي عنهم خلال أسوأ وباء عانت منه إسبانيا في العقود الأخيرة، في الواقع، هو جزء من آخر بيانات للقائد خوليو بينيتيز في موقع إغربين، قبل أن تدمر قوات الريف هذا الموقع في عام 1921". وأضاف لوبيز "كان إغربين رأس حربة خطة الجنرال مانويل فرنانديز سيلفستر لتهدئة الأوضاع في الريف خلال الحماية الإسبانية للمغرب، لكن إغريبن كانت كارثة تخطيطية بسبب موقعها السيئ وعدم الوصول إلى مصادر المياه عندما بدأ سكان الريف هجومهم، لم يستطع أحد مساعدة المدافعين التعساء، ولكن الشجعان من السكان، حيث لم يتوقع أحد حدوث ذلك". وتابع الكاتب الاسباني في مقالته "بعد قرن من الزمان، العدو هو فيروس له تأثير رهيب خاصة على شيوخنا. لقد كانت التضحيات عظيمة في الموجة الأولى، التي تم التخلي عنهم دون أن يقوم أحد بتزويد المساكن بالموارد الكافية، أو تنظيم بروتوكولات مناسبة لحمايتهم". تجدر الإشارة أن معركة "إغريبن" وقعت بعد شهر وسبعة عشر يوما عن موقعة "ادهار اوبران"، وجاءت أحداث هذه المعركة مباشرة بعدما احتل الجيش الاسباني الجنوب الشرقي من قبيلة ثمسمان، وبمجرد احتلاله أحد أهم المواقع الإستراتيجية وهو جبل "امزوج" والذي سيسمى فيما بعد ب "دهار ن تعساست"، وهذا الاسم له بعد عسكري حربي. بمجرد احتلال الموقع، عمل الريفيون بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي على محاصرة المنطقة وقطع المؤونة والامتدادات العسكرية التي كانت ترسل من أنوال حيث المعسكر المركزي، وترك الخطابي فرقة من المجاهدين لمحاصرة أقرب منبع مائي إلى المعسكر المسمى "ثارا ن عبدرحمان"، وكما هو معلوم أن تاريخ هذه الموقعة تزامن مع فصل الصيف، والمناخ في هذه المنطقة شديد الحرارة صيفا، وبالتالي اضطر الجنود الإسبان إلى عصر البطاطس وشرب مائها، بل تؤكد المعطيات التاريخية أن الاسبان شربوا بولهم في معسكر الموت بإغربين.