دأب الكثير من الناس خلال شهر رمضان الكريم على الاستيقاظ المبكر قبل صلاة الفجر بهدف ملء المعدة مجددا بالطعام خوفا من الشعور بالجوع في اليوم التالي.. من الناحية الصحية، فإن الجسم غير مستعد لاستقبال هذه الوجبة المفروضة عليه في هذا الوقت من اليوم ففي الساعة الرابعة صباحا يقلل الجسم افراز الهرمونات الليلية كالميلاتونين ويبدأ بالاستعداد لافراز هرمونات فترة الصحو والنهار كهرمون الكورتيزون وفي هذا الوقت ايضا يكون الجسم في أقل درجة حرارة له مقارنة بالساعة الرابعة عصرا حين يكون بأعلى درجة حرارة.. وعندما يكون الجسم على هذه الحال في الصباح الباكر فإنه غير مستعد اطلاقا لعمليات المضغ أو الهضم أو افراز العصارات الهضمية او الحرق. ومن القسوة على أجسامنا أن نفرض عليها هذا العبء الغذائي، وكل ما على الصائم ان يتناوله في وقت السحور هو الماء كي تتم عملية التنظيف وتتجدد المعدة والامعاء وتستعد لهضم وجبة الفطور الجديدة، ولاينصح بشرب العصير نظرا لاحتوائه على السكريات، وكذلك المواد الحافظة التي تضاف الى العصائر المعلبة الجاهزة. وهناك فئة اخرى من الصائمين تسهر طويلا بعد تناول الافطار، وتبدأ بتناول وجبة اخرى بعد الساعة الثانية عشرة ليلا ثم تتوجه الى النوم، وهذه ايضا ممارسة خاطئة فالانسان لايحتاج الى أكثر من وجبة الفطور وما بعدها عليه أن يشرب الماء ويتناول التمروالفاكهة اذا رغب، وهذا هو الصيام الصحيح الذي اتبعه اوائل المسلمين، اما الممارسات الحديثة فهي مرتبطة بالوفرة الغذائية وبالجلسات الاجتماعية، وهي تحول المسلم عن أصل الصيام ودروسه الروحية ومعانيه السامية.