هناك سؤال كبير يطرح هذه الأيام بالموازاة مع مشكل النفايات التي إنتشرت بالناظور، وهو هل حوليش يصلح ليكون رئيسا لبلدية الناظور. في البداية دعونا نكون منصفين، حتى لا نتحامل على الرجل، ونحمله ما لا يستطيعه؛ مشكل النفايات هو مشكل أزلي في الناظور، عايشته في فترة المرحوم مصطفى أزواغ، ثم عايشته في فترة الرئيس السابق طارق يحيى، لكن الفرق بين المراحل الثلاثة هو منسوب الوعي لدى المواطنين الذي إرتفع بشكل كبير في السنوات الأخيرة لدى الشباب، وصاروا يشكلون قوة ضاغطة بشكل فعلي. أتذكر قبل سنوات حين قام العديد من النشطاء بإغراق بوابة بلدية الناظور بالأزبال، لقد كان حدثا يستوجب التوقف والإلتفاف من المدينة، لكن الجميع كان يتجاهل الأمر وكأنه غير معني بمشكل إنتشار الأزبال. اليوم وبعض مضي سنوات، ها أنذا أشاهد بكثير من الإفتخار مدينة بأكملها تقف عن بكرة أبيها لتقول كفى، وتعطي بذلك درسا لكبريات المدن المغربية الغارقة هي الأخرى في الأزبال. لقد شاهدت هنا في الدارالبيضاء، كيف تحدث الجميع عن الحملة وتابعوها، وكيف إهتم لها المسؤولين مركزيا ومحليا، لقد كانت درسا حقيقيا في المواطنة الفعلية، وحين غابت المعارضة داخل المجلس البلدي تقلد شباب المدينة وشيابها ونساؤها وأطفالها، مهمة المعارضة، وقالوا بصوت واحد، كفى من إستهتاركم أغلبية ومعارضة. الآن دعونا نعود للسؤال المحوري، هل حوليش يصلح ليكون رئيسا لبلدية الناظور، في الحقيقة هو فعليا رئيس لبلدية الناظور، وهذا المنصب منح له لعدة أسباب، أولها أن هناك من صوت له بغض النظر عن من هم، ثانيها أن غالبية الساكنة رفضت التصويت، ثالثها أن جميع مستشاري البلدية رأوا أن حوليش هو الأفضل بينهم ومنحوه شرف ترؤسهم. لا يحق اليوم لأي مستشار ساهم في منح الرئاسة لسليمان حوليش، أن يستنكر، كما لا يحق للمعارضة اليوم أن تستفيق من سباتها فقط لأن الشارع تحرك، المعارضة بالمجلس البلدي ولدت ميتة، وستبقى ميتة، لا دور فعلي لها، تحاول دائما أن تقفز فوق الأحداث الكبرى، بينما لا تمارس مهمتها الحقيقية، لأن جميع من ترشح كانت عينه في البداية أن يكون ضمن الأغلبية، أما المعارضة فيعتبرون الإصطفاف فيها هو مناسبة للدخول في سبات، وذلك لأنهم ببساطة يتقنون الإشتغال في الأغلبية خدمة لمصالحهم، ولا يتقنون الاشتغال في المعارضة لخدمة مصلحة المواطن. لقد إستطاع حوليش أن يفوز برئاسة بلدية الناظور، وتجدد مشكل النفايات في عهده لأنه لا يملك أي رؤية لتسيير المدينة، فهو رجل سياسة بالطريقة المغربية، وليس رجل تسيير وتخطيط، ولتكن الساكنة أكيدة أن المشاكل التي تتخبط فيها، ستظل هكذا دائما سواء مع حوليش أو غيره، لأن تصويت المصوتين كان سيئا، وإمتناع البقية كان أسوء.