التجأت السلطات الإسبانية بمدينة مليلية المحتلة، لقرارات غريبة نفذتها لأول مرة ضد المئات من الأسر القاطنة بإقليم الناظور، طالبتهم من خلالها إلى الحضور عاجلا لإدارة مستشفى كوماركال من أجل أداء مصاريف استفادتها من خدمات الولادة والعناية الطبية. ووفقا لاستدعاءات اطلعت عليها "ناظورسيتي"، توصلت بها أسر تقطن بالناظور عن طريق البريد المضمون، تطالبهم فيها سلطات الثغر المحتل بالحضور عاجلا لدى إدارتها بمليلية لأمر مهم، دون ذكر المزيد من التفاصيل حول أسباب الاستدعاء وجزاء التخلف عن الاستجابة. وربطت "ناظورسيتي"، اتصالا بأحد المحامين بهيئة مليلية، وأكد أن هذه الاستدعاءات تروم استخلاص الديون العمومية لاسيما تلك التي قيدت في سجل مستشفى كوماركال من طرف إدارة هذا الأخير بعد استفادت سيدات من الناظور بخدمة الولادة و العلاج بالمؤسسة الصحية المذكورة. ووصف المصدر نفسه القرار بغير القانوني، لكونه مبني على تدليس واضح، ولأن المتزوجات اللاتي ولدن بمستشفى مليلية لم يبلغن بمصاريف الخدمات الطبية المقدمة لهن، ولأنهن أو أزواجهن لم يوقعوا أي التزام يقضي بأداء مبالغ مالية مقابل الاستفادة من الخدمات التي يقدمها كوماركال. وربط مصدر اخر، بين قرار محاولة استنزاف جيوب الأسر الناظورية من طرف إدارة مستشفى مليلية و المشاكل الحدودية، حيث إن سلطات الثغر المحتل تحاول من خلال هذا الإجراء الضغط على السلطات المغربية للتراجع عن الإلغاء التدريجي للتهريب المعيشي عبر الحدود. من جهة ثانية، وكإجراء سابق، فقد منعت القنصلية الإسبانية بالناظور المطالبين بالتأشيرة من جوازات سفرهم بعدما طالبتهم بسحب وثيقة من إدارة كوماركال بمليلية تثبت إبراء ذمتهم من أي مصاريف قيدت عليهم كدين عمومي بعد استفادة ازواجهم من الخدمات الطبية ابرزها الولادة والعلميات القيصرية المتعلقة بهذا الشأن. إلى ذلك، تفاجأت أسر بالمبالغ المالية الباهضة التي طولبوا بأدائها لمستشفى كوماركال، والتي بلغت ما بين 1000 و 3000 أورو للولادة الواحدة، مع تسجيل مبالغ إضافية حول الخدمات الطبية الأخرى كالعمليات القيصرية و العناية الطبية الخاصة بالمواليد الجدد والخدج.