انعقدت اليوم صباح اليوم الجمعة 19 أبريل الجاري، أشغال المجلس الإداري للوكالة الحضرية للناظور- الدريوش- جرسيف في دورته الثالثة عشرة، بمقر عمالة إقليمالناظور تحت رئاسة السيد أحمد التباعي مدير دعم التنمية المجالية، ممثل السيد وزير التعمير وإعداد التراب الوطني والإسكان وسياسة المدينة، وبحضور كل من السيد عامل إقليمالناظور والسيد عامل إقليم الدريوش والسيد عامل إقليمجرسيف، والسادة أعضاء المجلس الإداري.. في مستهل مداخلته، لافتتاح أشغال هذه الدورة، وبعد الكلمة الترحيبية بالسادة أعضاء المجلس الإداري، أكد رئيس المجلس الإداري، على أن انعقاد هذا المجلس الإداري للوكالة الحضرية للناظور- الدريوش- جرسيف، يشكل مناسبة لتقييم عمل هذه المؤسسة وتوجيه أعمالها في اتجاه مواكبة شروط التنمية المندمجة والاستجابة الفعالة لانتظارات المواطنات والمواطنين، وكذا فرصة حقيقية لاستعراض الإنجازات والوقوف عند الاكراهات في مجال التخطيط العمراني والتدبير الحضري، وذلك على اعتبار ارتباط قطاع التعمير بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية للمجالات الترابية، وأيضا بالنظر إلى قدرته على الإسهام في عقلنة وتوجيه التدخلات العمومية ومواكبة الدينامية الاستثمارية وتقليص الفوارق المجالية. وتابع رئيس المجلس الإداري، بأن الوزارة بصدد بلورة توجهات السياسة العامة لإعداد التراب الوطني، كوثيقة استشرافية وأداة مرجعية تأسس لمفهوم جديد للتخطيط المجالي، تحدد بوضوح الأولويات الحكومية وخيارات الدولة في مجال إعداد التراب، على المستوى الوطني، وفقا لرؤية زمنية ومجالية مشتركة بين جميع الفاعلين على المديين المتوسط والبعيد، بالإضافة إلى وضع آليات اليقظة الترابية من خلال إحداث مرصد وطني الذي تضمن مجموعة من المقتضيات المهمة والتي تتعلق بإطلاق سياسة فعالة لإعداد التراب والتعمير وسياسة المدينة مؤكدا أيضا على وضع سياسة حضرية وطنية شاملة، وكذا الإرتقاء بدور الوكالات الحضرية سواء على مستوى إعادة تموقعها، أو من خلال تمكينها من وضع تصور مندمج للتخطيط الترابي بمختلف مستوياته ودعم سياسة القرب، وتأطير التعمير والبناء بالوسط القروي إضافة إلى وضع برنامج المساعدة المعمارية والتقنية المجانية في العالم القروي في صيغته الجديدة، التي وسعت من العرض المقدم ليشمل إضافة إلى التصاميم المعمارية المجانية، التصاميم الطبغرافية والتصاميم المرتبطة بالخرسانة، وإعادة هيكلة الدواوير انسجاما مع الخصوصيات المحلية، إلى غير ذلك من التدابير والإجراءات التي تروم تبسيط مساطر الترخيص بالعالم القروي. كما أكد على أن أهم الانشغالات التي يجب استحضارها ضمن الدراسات الاستراتيجية للتخطيط المجالي هو توفير أرضية ملائمة من اجل تشجيع الاستثمار وتوفير ظروف استقطابه والرقي بجاذبية المجالات وتأطيرها ومواكبة نموها، وهنا أشار إلى الدور الهام الذي تلعبه وثائق التعمير في تنظيم المجال العمراني والتنمية الاقتصادية وجلب الاستثمارات، وكذا المساهمة في إنجاز التجهيزات الأساسية ومختلف المرافق العمومية، ناهيك عن تطوير قطاع السكن ومحاربة السكن غير القانوني، حيث أصبح من الضرورة الملحة إطلاق جيل جديد من وثائق التعمير تراعي خصوصيات كل منطقة، وتتم بلورتها وفقا لمقاربة تشاورية تجعل منها وثائق عملياتية قابلة للتنفيذ في إطار تعاقدي بين مختلف الشركاء الجهويين والمحليين. كما قامت الوزارة بمعية الوكالة الحضرية، ببلورة مخطط توجيه التهيئة العمرانية للناظور الكبير الذي يوجد حاليا في مرحلة المصادقة ويغطي 17 جماعات على مساحة تقدر ب1500 كلم مربع (%45 من مساحة الإقليم) وساكنة تصل إلى 503840 نسمة بنسبة %82 من ساكنة إقليمالناظور وكذا مخطط توجيه التهيئة العمرانية لتكتلات سهل كرت بإقليم الدريوش وهو في مرحلة الإحالة على المصادقة، وكذا مخطط توجيه التهيئة العمرانية للشريط الساحلي بإقليم الدريوش الذي هو في المرحلة الثانية من الدراسة والمتعلقة باختيارات التهيئة. كلها دراسات تروم وضع تشخيص استراتيجي متشاور بشأنه ووضع تصور عمراني للمناطق المشمولة بالدراسات على مدى العشرين سنة القادمة، وهو ما سيمكن من برمجة مختلف المشاريع المهيكلة وتوطينها بشكل دقيق وفي إطار مندمج، كما أشار إلى أن أقاليم الناظور والدريوش وجرسيف من أهم الأقطاب الحضرية بالمنطقة، ذلك لما تتوفر عليه من مؤهلات وموارد طبيعية وبشرية من شأنها أن تشكل قاعدة أساسية نحو تحقيق التنمية، بالإضافة إلى المشاريع المهيكلة الكبرى المنجزة أو التي في طور الإنجاز ؛كمشروع المركب المينائي المندمج الناظور غرب المتوسط ومشروع تهيئة موقع بحيرة مارشيكا؛ ومشروع ربط الناظور بالطريق السيار فاس – وجدة ؛ ومشروع ربط المركب المينائي المندمج الناظور غرب المتوسط بشبكة السكة الحديدية ؛ ومشروع ربط المركب المينائي المندمج الناظور غرب المتوسط بالطريق السيار جرسيف - الناظور ؛ بالإضافة إلى مشروع بناء سد "تاركا ومادي" بإقليمجرسيف. وهي مشاريع ستعزز الإشعاع الوطني للأقطاب السالفة الذكر لتكون من ضمن الأقطاب الواعدة المؤهلة لأن تشهد في المدى القريب إقلاعا تنمويا حقيقيا الأمر الذي يقتضي إرساء رؤية شمولية تحدد أهم الوظائف التي ستلعبها مختلف المكونات المجالية لهذه الأقاليم، واعتبر في الأخير أن هذه الرهانات والأوراش يجب أن تحكم عمل الوكالة الحضرية للناظور -الدريوش- جرسيف بإعتبارها مؤسسة أنشئت لخدمة المنظومة المحلية لإنتاج الأفكار ووضع التصورات اللازمة وابتكار الحلول الاستباقية ووضع مقاربة متجددة لتدبير الشأن الترابي. بعد ذلك قدم السيد مدير الوكالة الحضرية للناظور- الدريوش - جرسيف، حصيلة أنشطة الوكالة الحضرية برسم سنة 2018 وبرنامج عملها لسنة 2019، بالإضافة إلى البرنامج التوقعي 2020 - 2021 وقد أبرز السيد المدير، خلال مداخلته أهم المؤشرات المتعلقة بالتخطيط الحضري خلال سنة 2018، من خلال تأطير وإعداد وتتبع 38 وثيقة.