اختار زعيم البوليساريو جريدة الشروق الجزائرية لنشر فحوى رسالة من 5 صفحات أبرق بها إلى القصر الملكي بالرباط وبلغة هادئة أبدت الاحترام للعاهل المغربي رغم جو الكراهية الذي يعم قادة التنظيم الانفصالي تجاه الدولة المغربية، وقد نشرت جريدة الشروق نص الرسالة بعنوان يوحي بوجود أطراف مغربية غير الملك وهي مستفيدة من استمرار الوضع الحالي بالصحراء بعد أن عنونت ب " أيها الملك.. احذر بطانة السوء". ودعا زعيم البوليساريو ملك المغرب إلى محاسبة ومعاقبة الحاشية التي لا تريد خيرا بالمنطقة وتتآمر ضد أمنها واستقرارها، قبل أن يورد بأن تعليمات من البعض تعطى للسلطات المغربية قصد إجراء حملة مواجهة مع المجتمع الدولي، أبعد ما تكون عن وعود الانفتاح والشفافية واحترام الحقوق الأساسية التي قطعتم على أنفسكم منذ سنة 1999 يا جلالة الملك". وتحدث محمد عبد العزيز عن بعض المسؤولين في الدولة المغربية بسوء عدا الملك محمد السادس، إذ ابتعد عن الإشارة للممعنيين بالأسماء واكتفى بالتساؤل عن هوية المتحملين لمسؤولية هذا الانزلاق، ولمصلحة من يعمل أولئك الذين لا يتردّدون في استغلال كل سياق لتعقيد النزاع أكثر، والاجتهاد في تلقف كل سانحة للدفع به تجاه نقطة الانسداد، التي لن تحمد عقباها بالتأكيد. وزاد عبد العزيز الذي دأب الملك الراحل الحسن الثاني على وصفه بالمراكشي، نسبة لمسقط رأسه، إن تلك الدوائر النافذة داخل دواليب المملكة استعانت وتستعين بالعديد من وسائل الإعلام المغربية الرسمية لاختراع كباش فداء من المنطقة ومن خارجها ونفث سموم العنصرية ونقل مشاعر العداوة. وذكرت ذات الرسالة بمواقف الملك الراحل الحسن الثاني التي قال ضمنها أمام الدورة ال37 للجمعية العامة للأمم المتحدة (شبتنبر 1983)، متوجها لرؤساء وملوك العالم بأن: المغرب يشهدكم أنه يريد الاستفتاء، ومستعد لتنظيمه غدا إذا شئتم، وجاهز لوضع كل التسهيلات أمام انتشار المراقبين الدوليين ووقف اطلاق النار من أجل حصول استشارة شعبية عادلة ونزيهة... المغرب يتعهد أمامكم باحترام أية نتيجة يفضي اليها الاستفتاء. وختمت ذات الوثيقة المتوصل بها بالرباط بقول زعيم البوليساريو: من أجل كل ذلك، فجلالتكم مدعو اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لتشريف ذكرى والدكم المرحوم الحسن الثاني، والوفاء بالالتزامات والتعهدات والاتفاقات الدولية التي وقعها مع الطرف الصحراوي، والقاضية بالاحتكام لإرادة الشعب الصحراوي، من خلال استفتاء، حر ديمقراطي ونزيه، تحت إشراف الأممالمتحدة، يقرر من خلاله مصيره بنفسه، وكفى الله المؤمنين شر القتال.