أحمد الصوفي عن جريدة أخر ساعة أشياء جميلة تقع في الحسيمة، منها المبادرة الى تصوير احداث مسلسل اجتماعي تدور احداثه حول صراع الصيادين مع النيكرو، مسلسل يؤرخ للعنة الجغرافية الأبدية التي اصابت الريف فإلى جوار ظاهرة الزلزال طل علينا من بحر المتوسط حوت الدلفين الأزرق الذي امتدت اضراره الى ارزاق العائلات في الحسيمة خاصة في صفوف الصيادين. الحكاية إذن ابتدأت في البحر واستمرت في البر... وجهة المخرج المغربي محمد بوزكو في الأشهر الأولى من 2018 اتجهت نحو مدينة الحسيمة لتصوير احداث مسلسل يحمل اسم "النيكرو" لفائدة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية. مسلسل ارتقى بأحداث ووقائع حقيقية خلفها هجوم الدلفين الأسود على شباك الصيادين بميناء الحسيمة الى عمل درامي في ثلاثين حلقة يعرض في رمضان على شاشة القناة الامازيغية، يحكي قصة استلام عيسى نيكرو البر لأسنان نيكرو البحر بهدف افتراس الصيادين بميناء الحسيمة وابعادهم عن ميناء الحسيمة المثقل بتاريخ عريق وذكريات لا تنسى طبعت الذاكرة الجماعية لكل المغاربة. ولعل أجملها حكاية البحار الذي لم تسعفه وقته للتحاور مع وزير الفلاحة والصيد البحري واعتذر له بعبارة "معندي بوروقت " وان كان الامر يتعلق بوزير استثنائي. لان كل وقته مكرس لترقيع شبكات الصيد التي خربها النيكرو . رموييى او الميناء في مسلسل النيكرو يغطي مساحة مهمة من جغرافية المكان للمسلسل فهو بؤرة الصراع، مركز الاحداث المهمة، فضاء للذكريات، للقصص والاحداث... انه –أي الميناء- اشبه بكثير بالعرش الحديدي في مسلسل لعبة العروش الذي تتصارع حوله الممالك لامتلاك قوى خارقة. فهو محطة صراع بين شخصيات مختلفة تريد ان تمسك زمام أمور الميناء لكسب السلطة، المال، النفوذ. المسلسل مفعم بقضايا تستحق ان تطرح إعلاميا في قالب درامي، بحوارات مرتبطة بقضايا اجتماعية، بالعمل النقابي ... مما يقوم مؤشرا على وعي الصناعة التلفزية المغربية بالقضايا الوطنية والمجتمعية في سؤال لكاتب السيناريو أكد ان بنية المسلسل لاتقف عند طرح الإشكالات والمشاكل التي خلفها النيكررو ، بقدر ما تطرح البدائل بمبرر ان التلفزة قادرة على توجيه الفئات المجتمعية لاتخاذ القرارات الصائبة وكذلك هو الامر بالنسبة للقائمين على الأوضاع الاجتماعية والمهنية بالبلاد ،فالإضافة الى متعة المشاهدة وتوارد الاحداث فإن المسلسل يبعث بعدة رسائل إيجابية تهم الصيادين ، أبناء الصيادين ، والقائمين على امر الصيادين ،ليضيف اننا نطرح القضايا المحلية لنضفي عليها بعدها الوطني ، لا نريد ان يقتصر عملنا على الاستهلاك المجاني والسريع بقدر ما نطرح البدائل ،نريد ان تساهم في توعية وتثقيف وترفيه المشاهد في نفس الان وهذا سر قوتنا في ثازيري للإنتاج . احداث المسلسل تأتي في سياق يتميز بالأنية من زاوية واقعية القصص والحكايات، بممثلين وممثلات عاشوا جزءا من المعاناة مع الدلفين الأسود، بممثلين وممثلات يملكون ادبيات الوعي النضالي والمهنية في مجال تخصصاتهم من قبيل التمثيل، الموسيقى تقنيات العمل التلفزي، ممثلين وممثلات قادرون على ان ينقشوا في ذاكرة المشاهد ما يعرف بالطابع الابدي، كما كان عليه الامر لبعض الشخصيات في مسلسل ميمونت الذي اصبح جزءا من الذاكرة الشعبية، من قبيل الشيخ محند، عبد القادر، ميمونت ، ملعيون... المسلسل أصبح محطة انتظار المشاهد المغربي، يترقبه مغاربة العالم ...مما يدعو الى استحضار بعص الأسئلة القبلية: هل ستهتم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بنظيم حملات دعائية للمسلسل باعتباره منتوجا متميزا، يمكن ان يخفف عن العائلات المغربية بالريف مأساة الاعتقال الذي طال عددا من أبنائها. هل يكون هذا المسلسل محطة اهتمام النقاد، الصحف الثقافية المهتمة بالإعلام ام ان دار لقمان ستبقى على حالها بمبرر ان الامر لا يعدو ان يكون عمل (بالشلحة ) لا يستوجب الاهتمام هل ستمنح القناة الثامنة للنيكرو توقيتا يمكن المشاهد من متابعته ام ستقذف به الى اخر الليل كلها أسئلة ستجيب عنها الأيام القليلة، لكن رغم هذا وذاك يضل النيكرو مسلسل يستحق المشاهدة. المسلسل من إنتاج شركة ثازيري للإنتاج لفائدة قناة تمازيغت يقوم بالأدوار الرئيسية كل من الفنانة ومعتقلة حراك الريف سابقا "سيليا " فاروق زنابط و ميمون زينون وبنعيسى الماستيري و نوميذيا و سميرة المصلوحي بالإضافة الى وجوه جديدة متميزة سنكتشفها مع المشاهد خلال رمضان على القناة الامازيغية .