عندما تمتزج الموسيقى الروحية بالشبابية وفن الراي والأغاني الأمازيغية الخالدة ،في ليلة التألق بإمتياز ،وبحضور جماهيري كثيف حج بكل تلقائية وعفوية إلى فضاء الكورنيش ،وذلك خلال اليوم الثالث من فعاليات مهرجان الناظور المتوسطي والذي حق عليه شعار الناظور في لقاء مع العالم وقد إستهلت السهرة الغنائية من طرف مجموعة مقام الهندية ،التي تتخذ الموسيقى الروحية الممزوجة بالحداثة ضمن قالب توجهها الفني ، مصاحبة إياه برقصات تقليدية ،أبهر جموع الحضور من ساكنة الناظور والوافدين عليها ومكنتهم من التعرف أكثر على بعض التقاليد والأعراف الموسيقية الهندية . وعلى إيقاع موسيقى الديدجي إلتحق بعد الفرقة الهندية الفنان المتألق ،صاحب الكلمات الرقيقة والحساسة والألحان العذبة ،وبالرغم من أنه ابن المنطقة غلا أنه ذاع صيته في جميع ربوع المملكة وحتى بالديار الأوروبية ، الفنان عبد المولى ،وقد إستجاب الجمهور الحاضر مع جل أغانيه القديمة منها والحديثة ، خاصة أغاني "ثخضفاي لعقل " و" ولي ولي " واللتان تعدان من أنجح أغانيه على غرار البقية بعد الفنان عبد المولى كان الجمهور الناظوري على موعد مع لون غنائي أخر وهو فن الراي ،حيث أدى الفنان الجزائري محمد لمين مجموعة من أغنيه المحبوبة لدى عشاقه ، وقد أبهر الفنان بالتجاوب الذي لقيته جل أغانيه من لدن الناظوريين ، مؤكدا في ذات السياق أنه هو كذلك معجب بالمدينة وساكنتها على حد سواء على إعتبار أن المغرب بلده الثاني وعشقه يزداد من خلال الزيارات المتعددة له وقد إختتمت سهرة اليوم الثالث الفنانة الأسطورة ميلودة الحسيمية ، هذه الأخيرة أفقدت الحشود الجماهيرية سيطرته ،وتفاعلوا مع أغانيها بكل تلقائية وعفوية لم يسبق لها مثيل ، "كعكع أزبيدة " وجل أغانيها التي تتمحور حول التراث الأمازيغي العريق والمعروف بلالا بويا ، حيث ألهمت الكبير والصغير ،رجالا ونساء ،في جو مليء بالمتعة والإستمتاع ،تمكنت الفنانة من دخول قلوب الحضور وهيجتهم ، كم تأثرت هي الأخرى بنوعية الحفاوة والتفاعل القليل النظير ،وقد كان ذلك باديا عليها حينما إمتزجت فيها دموع الفرح بالحزن ،الحزن على طول فترة لقائها بجمهورها ،والفرح جراء تجاوب الجمهور معها .