كشف التشريح الطبي لجثة محسن فكري، بائع السمك الذي هلك "مطحونا" ليلة الجمعة الماضية، داخل شاحنة الأزبال بمدينة الحسيمة، أن سبب الوفاة كان نتيجة لنزيف داخلي لجسده بسبب جروح داخلية، أفرزت تجمعا للدم والهواء داخل رئتيه، والذي يؤدي في العادة إلى الاختناق. تقرير التشريح، الذي تتوفر جريدة هسبريس على نسخة منه، أفاد بأن "الهالك"، ذا 31 ربيعا، تعرض لخمسة كسور على مستوى الأضلاع العليا من قفصه الصدري، مع جرح قرب الإبط الأيسر بعرض سنتمترين وعمق 5 سنتمترات؛ وذلك نتيجة للضغط الذي تعرض له "سماك الحسيمة" داخل الشاحنة والذي أضر بالعديد من الأعضاء الداخلية لجسمه. ووفق المصدر ذاته، فقد تعرضت الرئة اليسرى ل"سماك الحسيمة" للتقلص مع تجمع الدم بداخلها؛ وهو الوضع الذي أفضى إلى عرقلة سير الدم الطبيعي"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الرئة اليمنى للشاب تعرضت كذلك للتقلص، وبعض أجزائها للانتفاخ نتيجة لضغط الدم والهواء. التشريح الطبي، الذي أجري بالمستشفى الإقليمي بمدينة الحسيمة، أورد مقابل ذلك أن حالة القلب لبائع السمك الشاب سليمة وعادية، والحالة نفسها بخصوص المعدة والأمعاء، وبقي الطحال والكلي في وضعيتهما العادية، وهي الحالة فسها تقريبا لباقي أعضاء جسد محسن فكري. وحري بالذكر أن الملك محمد السادس، الذي يتواجد حاليا في عطلة خاصة يقضيها في رحاب جزيرة زنجبار بتنزانيا، أعطى تعليمات صارمة إلى وزير الداخلية، من أجل التحقيق في واقعة محسن فكري. كما طالب بمحاسبة كل من ثبت تورطه في تلك الحادثة المفجعة. وأورد بلاغ وزارة الداخلية بأن محمد حصاد "أبلغ عائلة الفقيد التعليمات الملكية السامية لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع، ليكونوا عبرة لكل من يخل أو يقصر خلال القيام بمهامه ومسؤولياته". وتحولت قضية "سماك الحسيمة" إلى كرة سياسية وحقوقية ملتهبة في البلاد، بعد أن تبادلت عدة أطراف الاتهامات بخصوص المتورطين في مقتل فكري بتلك الطريقة التي وصفها الكثيرون بالمفجعة، فيما سارعت إدارة الأمن إلى تبرئة مسؤول أمني روج البعض بأنه أمر سائق الشاحنة بطحن فكري. عن هسبريس