العديد هم من كانوا ينتظرون أن تفشل الدورة الخامسة من المهرجان المتوسطي للناظور، وكثيرين هم من عبروا عن قلقهم وتخوفهم من الإشعاع الذي ستحققه، لكن بمجرد بداية العمل في الإعداد للدورة الخامسة من طرف شركة "أش إم إفنت" المختصة والتي ويديرها إبن مدينة الناظور عبد المنعم الشايف، حتى ارتاح من كان قلقا وأصيب بالخذلان من كانوا ينتظرون فشل هذه الدورة، لتبصم إدارة المهرجان على إنطلاقة جديدة كان لها عنوان واحد نجاح بطعم خاص وبفضل أبناء الناظور. برمجة متنوعة بمشاركة ريفية وازنة رغم أن الوقت الذي تم فيه الإعداد للمهرجان كان وقتا قياسيا، إلا أن المسؤولين عن تسيير هذه الدورة نجحوا في إعداد برمجة متنوعة، وكان الأهم فيها حضور الفنان الريفي بشكل وازن، فكانت الليلة الأولى قوية بحضور الفنان فارس كرم نجم الدبكة في العالم، واليوم الثاني كان حافلا بحضور نجم الراب المغربي مسلم، لتكون الليلة الرابعة ليلة خاصة بالريف والأغنية الملتزمة، حيث إلتقى كل من حسن تيباريت وإني أمازيغ بالإضافة إلى إمتلاع وإثران بجمهورهم الناظوري الذي غابو عنهم لسنوات، ليكون لقاء عربون ومحبة وإعتراف بقوة الأغنية الريفية وتجدرها في وجدان الريفيين، الحف الختامي كان يوما لفن الراي بمشاركة كل من رضا الطاليان وقادر الجابوني. كما عرفت جميع الأيام مشاركة فنانين من الريف، ليكون حضور الفنان الأمازيغي وازن داخل المهرجان وصل إلى أكثر من نصف المشاركين، كما تم مراعاة إختلاف تنوع الألوان الموسيقية. منصة ولوجستيك في مستوى الحدث المنصة التي تم إنشاءها من أجل لقاء الناظور مع العالم في الدورة الخامسة من المهرجان المتوسطي، كانت منصة إحترافية بكل المقاييس، حيث لا تقل عن المنصات التي يتم إستعمالها في أكبر المهرجانات بالمغارب، حيث راعت كل الشروط لا من الناحية الجمالية ولا اللوجستيكية. وقد تم إستعمال أخر ما إستجد سواء في تقنيات الصوت و التصوير والإنارة، حيث كانت المنصة عبارة عن لوحة فنية فريدة من نوعها، زادها الفنانون الحاضرين جمالية وتألق. تنظيم محكم بالنسبة للتنظيم فيمكن أن يقال أن هذا الدورة كانت الأكثر تنظيما عن سابقاتها، حيث كان هناك انضباط على جميع المستويات، وإحترام للتواقيت المبرمجة من ندوات صحفية، وسهرات وبرمجة الصعود للمنصة وتوقيت إختتام السهرات، بالإضافة إلى طريقة الدخول إلى الأماكن المخصصة للجمهور، كما ساهمت شركة تراد الناظورية الخاصة بالأمن، في هذا التنظيم المحكم بالإضافة إلى عناصر الأمن الوطني. كما أن الجمهور الناظوري كان في مستوى الحدث وتعامل بشكل حضاري في جل السهرات، ولم تسجل أي شجارات، ما عدى حدث بسيط كان سببه بعض المتهورين ولكن سرعان ما تم السيطرة عليه، ليكون النتظيم نقطة حسنة تضاف لشركة أش إم إفنت. حضور جماهيري فاق التوقعات كان الجمهور الناظوري المتعطش للتظاهرات الثقافية الكبرى، حاضرا بقوة في المهرجان حيث كان المعدل العام حسب المنظمين يفوق 70 ألف متفرج، حيث شاهد السهرة الثانية والتي كان نجمها مغني الراب المغربي مسلم ما يناهز 100 ألف متفرج. ولم تقتصر السهرات على حضور الجمهور الناظوري فقط، بل عرف كذلك حضورا لجماهير من مدن مجاورة كوجدة وبركان بالإضافة إلى جميع مناطق الإقليم. أش إم إفنت مفتاح النجاح ما يفرح أكثر في كل هذا أن المهرجان كان تنظيمه خالصا من طرف أبناء الناظور، فشركة أش إم إفنت التي يديرها إبن الإقليم منعم الشايف، كانت هي المفتاح الرئيسي لنجاح المهرجان، كما يحق لأبناء المدينة الإفتخار اليوم بهذه الشركة التي لا يوجد فرق بينها وبين الشركات العملاقة التي تنظم التظاهرات بالمغرب، ويمكن القول بأنها لم تترك أي مجال للمتربصين والمنتقدين للحديث عن نقص في التنظيم أو ما شابه. ويبقى هذا ليس بغريب بعد التجارب التي راكمتها الشركة في الأونة الأخيرة عبر مشاركتها ومساهمتها في تنظيم أكبر المهرجانات، ولاتزال القافلة تسير، حيث من المرتقب أن تقوم بتنظيم مهرجان تاوريرت في الأيام القليلة القادمة، كما ستكون مكلفة بالسهرة الخاصة للشاب خالد بمهرجان طنجة. وفي الختام هناك خلاصة واحدة أن الناظور بها طاقات في جميع المجالات ولا داعي للبحث بعيدا.