على الرغم من أن الشابة المدعوة "صالحة" القاطنة بحيّ إصبانن بمدينة الناظور، توجد في مقتبل العمر وفي ريعان شبابها، إلاَّ أنّ الإعاقة الجسدية التي تعاني منها نتيجة إصابتها بمرض استلزم قيامها بعملية جراحية لاستئصال القدمين، نالت منها ورسمت على سُحنتها تجاعيد الزمن. صالحة تعيش بمفردها في بيت متهالك ومهترئ تأوي إليه بعدما تقطعت بها السبل إثر فقدانها والديْها، ولا أخ أو أخت يتكفل بحالتها، وتعيش فقط على ما جاد به المحسنون من ذوي الذائقة الأريحية من أبناء الحيّ المذكور، غير أن مصاريف تكاليف العيش وأبسط متطلباته دفعت المعنية بالأمر مضطرةً، إلى أن تبث هذا النداء بدموع حارة وبصوتٍ ملؤه الحزن لعلّ أن يجود عليها القدر بما يُبدّد الغمّ من قلبها.