الآن وقد أصبحنا نعيش وضعا ثقافيا وهوياتيا موقوف الحياة... الآن وقد أضحى الجسد الأمازيغي بكل أبعاده جسدا "مكرما" ليس على وزن مكةالمكرمة، بل على وزن الخبز الكارم... الآن وقد أمسى عباس الفاسي وزيرا أولا في بلد يوجد في لائحة الدول السائرة في النمو أخيرا... الآن وقد تدخلت الداخلية لمحو حزب أمازيغي لأنه كذلك... الآ........ن، حِلٌ لنا، أن نعيش المستقبل في الحاضر، ونستحضر الماضي في المستقبل... ربما كذلك سنتمكن من الحلم على الأقل... كأ...ن أقول: في السنة المقبلة تزوج صديقي ومباشرة قبل تسعة اشهر (لاحظوا أنه لم يضيع الوقت) رزق بولد ذكر أعد له "سبوعا" قبل ذلك بأسبوع واختار له اسما كريما " يوبا" من اليمين و"أبوي" من اليسار... وكان ولدا رائعا، اذ قبل ذلك تفطن الطفل لنفسه وسيذهب إلى قسم الحالة المدنية ليحجز اسمه "بويا"... لكن قسم الحالة المدنية التابع للبلدية كان أفطن منه... أخبروه بأنهم في المستقبل، سجلوا اسمه في كناشهم... أنذاك كانت المذكرة التي سيصدرها البصري حفظه الله وأطال عمره قد سقطت بوفاة صاحبها... أما أنا فحين كنت مراهقا... أي في ماضي حياتي... سيضربني استاذي لأني سأتكلم الريفية سهوا في القسم وحينها لازلت أتذكر بأني سأأدي على ذلك غرامة نقدية قيمتها عشرين فرنكا... إننا بحاجة لمثل هذه التعابير للاستمرار في الوجود... بل وكذلك لاستباق الزمن وتحقيق المطالب المستقبلية آنيا، وترك ما حققناه في الماضي، ان حققنا شيئا، للمستقبل... وهكذا يحق لي أن أقول مزهوا ومنتشيا فرحة تحقيق الذات... انني حضرت محاكمة بالمحكمة الابتدائية بالناظور في الأسبوع المقبل دافع فيها المشتكى به على نفسه بلغة أمازيغية فصيحة... قبل أن يقدم محاميه مرافعته بنفس اللغة... لكن القاضي، وبنفس اللغة دائما، رفض طلبه وحكم ضده... أو... يوم الأحد الآتي... تابعت برنامجا على قناة "أمازيغ 3 " بشأن استعمال كلمات عربية أثناء قراءة أخبار التاسعة... (أخبار التاسعة دأبت على تقديمها قناة أمازيغ 3 بالأمازيغية القحة منذ السنة المقبلة). أو... غدا، رايت جدتي مسرورة جدا لأن وزير الثقافة رفض الرد على سؤال احد البرلمانيين بدعوى أنه طرح سؤاله بالعربية... معتبرا أنه وزير انتخبه شعب غالبيته أمازيغ ولا يقبل أن يخذله ويخذل بذلك جدته التي تشاهده الآن وهي فخورة به ومسرورة جدا... انه يعرف جدتي... لأن الوزير ليس الا أخي الصغير... أو... ذهب أحد أصقائي من الرباط لقضاء علطلته الصيفية لسنة 2010 بمدينة الحسيمة ليكمل الرقم الذي تبقى لتحقيق 10.000.000 سائح، وبما أنه لم يزر تلك المدينة قط في حياته، تلف هناك... البلاكات كلها بالأمازيغية ولا يفقه فيها... أراد استفسار أحد رجال الشرطة، اعتذر هذا الأخير لكونه لا يعرف العربية... استوقف أحد المارة لكن هذا الأخير بدل أن يدله على الطريق توسعت عيناه وفتح ثغره قبل أن ينصرف مصدوما... هكذا يا لغتي... تكلمتك في المستقبل وكتبتك غدا وفي السنة المقبلة تخصصت فيك لأني حصلت على دكتوراي فيك بعد أربع سنوات آتية... لقد نوهت اللجنة المشرف على رسالتي لنيل قضيتي، خاصة عنوانه الذي هو عنوان المقال نفسه... كما وقفوا كثيرا على رسائل منها مشفرة (أي شفروها مني الى لغة أخرى) ومنها واضحة... كما فرحوا كثيرا بجدتي لأنها تتابع جلسات البرلمان... وبالشرطي المخلص لوطنه... وبالقاضي العادل... وفي الأخير نصحوني بادخال بعض التعديلات... كاضافة اللغة العربية في كتابة المحاضر... وفي انتظار أن نرى ما سيتم تحقيقه في الماضي... دعونا نعيش مستقبلنا الآن لأننا فعلا أصبحنا لا نطيق الانتظار... وقبل ذلك أو بعد ذلك ... لا يسع لي سوى أسألكم بمناسبة حلول السنة المنصرمة وانتهاء السنة المقبلة... هل سنكتب ونقرأ يوم أمس؟ أم كتبنا وقرأنا يوم غد؟... وفي انتظار الجواب... إليكم هذه القصيدة هدية مني... أكلة البطاطس بصيغة أخرى قالت الأمازيغية للاتحاد: اعترف بي قال الاتحاد: أنا لا أعترف بالأمازيغية قالت الأمازيغية للاستقلال: تعلمني قال الاستقلال: أنا لا أتعلم الأمازيغية قالت الأمازيغية للتجديد: أدعوا بي قال اللتجديد: حرام علي الدعاء بالأمازيغية قالت الأمازيغية للاحسان: اقرأ بي قال الاحسان: أنا لا أقرأ الأمازيغية قالت الأمازيغية للتلفزة: برمجني قالت التلفزة: أنا لا أبرمج الأمازيغية قالت الأمازيغية لاتحاد كتاب المغرب: أكتب بي قال اتحاد كتاب المغرب: أنا لا أكتب بالأمازيغية قالت الأمازيغية للتعليم: درسني قال التعليم: أنا لا أدَرٍس الأمازيغية قالت الأمازيغية للثقافة: أنشرني قالت الثقافة: أنا لا أنشر الأمازيغية قالت الأمازيغية للعدل: أنصفني قال العدل: أنا لا أنصف الأمازيغية قالت الأمازيغية للدستور: أحضنني قال الدستور: أنا لا أحضن الأمازيغية قالت الأمازيغية للملك: أعد لي اعتباري يا ابني قال الملك: سأعيد لك اعتبارك يا أمي فقال الاتحاد: سأعترف بك وقال الاستقلال: سأتعلمك وقال اللتجديد: سأدعو بك وقال الاحسان سأقرأ بك وقالت اللتلفزة: سأبرمجك وقال اتحاد كتاب المغرب: سأكتب بك وقال التعليم: سأٌدرِسك وقالت الثقافة: سأنشرك وقال العدل: سأنصفك وقال الدستور: سأحضنك فقالت الأمازيغية: سنرى...