حظي إقليم تاوريرت يومي السبت والأحد 23 و 24 أبريل الجاري بالمحطة الرابعة من الزيارات الميدانية للسيد عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق ونائبه الأولالسيد خالد سبيع، قادتهما إلى 8 جماعات قروية ويتعلق الأمر بجماعات تنشرفي، مشرع حمادي، مستكمر، عين لحجر، سيدي لحسن، أولاد أمحمد، العطف، وجماعة سيد علي بلقاسم. وقد استقبلا من طرفالسيد المحجوبي احميدة،رئيس المجلس الإقليمي لتاوريرت، الذي أشاد بدينامية مكتب مجلس جهة الشرق، مبرزا التخطيط الاستراتيجي التواصلي لرئيس جهة الشرق وأعضاء مكتبه سعيا منهم إلى إعداد برنامج جهوي للتنمية، وذلك عبر عقد لقاءات تواصلية مع جميع الجماعات الترابية بالجهة والتي تعد مناسبة هامةلرؤساء المجالس المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني لاستعراض أهم القضايا والإشكالات التي تعبر عن انتظارات الساكنة. وفي كافة مداخلاتهم، أجمع المنتخبون وفعاليات الجمعيات النشيطة لهذه الثماني جماعات،على الوضع المتردي لقطاعات الصحةوالتعليم والبنيات التحتية ثم الماء الصالح الشرب والكهرباء ناهيك عن القطاع الفلاحي. ففي قطاع التعليم، تساءل الحاضرون عن التوقف غير المبرر لبعض المشاريعالمتعلقة ببناء مؤسسات تعليمية، مما ساهم حسب تعبيرهم في تفشي ظاهرة الهدر المدرسي بشكل كبير، زيادة عن غياب النقل المدرسي في العديد من المناطق. وفي قطاع الصحة، طالبت العديد من الأصوات بإحداث مستوصفات جديدة ودور للأمومة تتوفر على الأقل على طبيب واحد،واطر طبية فضلا عن مولدة نظرا لما تعانيه الساكنة من صعوبة التنقل إلى مراكز استشفائية بعيدة، مستشهدين بوفاة العديد من النساء الحوامل أثناء الوضع نتيجة غياب سيارات الاسعاف.كذلك طالب الحضور السيد الرئيس بالتدخل لدى مصالح وزارة الفلاحة لتزويدهم بالشعير والدقيق المدعمين، ولدى وزارة التجهيز لتعبيد وإصلاح الطرق الغير صالحة للاستعمال. وتجدر الإشارة إلى أن جل التدخلات شددت على ما تعانيه هذه الجماعات من ضعف الموارد البشرية التي تعوق تدبير الشأن المحلي اليومي،وغياب مشاريع تنموية لتشغيل اليد العاملة من أبناء المنطقة وتحسين الدخل لدى الساكنة التي تعاني من الفقر والهشاشة بشكل ملحوظ. وقبل رده على تساؤلات وانشغالات الحاضرين، ذكر السيد عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق بالعناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة لساكنة الجماعات القرويةبالوطن الحبيب وبضرورة الرفع من مستوى التنمية البشرية والمستدامة بها. وفي معرض أجوبته على استفسارات ممثلي ساكنة الجماعات الثمانية وفعاليات جمعياتها النشيطة،نوه السيد الرئيسباهتمام المنتخبين بقضايا هذه الأخيرة وانشغالاتها، مؤكدا على أن حل الإشكالات يتطلب تظافر الجهود بين كافة المتدخلين وفق مقاربة تشاركية تروم إنجاز وتطوير البنيات التحتية والمرافق العمومية، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين والمواطنات، عبر تأهيل الجماعات وسن سياسة القرب. وأضاف السيد الرئيس إلى عمل المجلس على ضمان التوازن بين مختلف مناطق الجهة، وأن هذه اللقاءات فرصة للوقوف على مشاكل ومشاريع الإقليم واستشراف مستقبلهولوضع تصور لخارطة طريق للسنوات المقبلة من خلال توقيع إتفاقيات شراكة بين الجماعات الترابية ومجلس جهة الشرق،وذلك بغية معالجة المشاكل وفق الأولويات مع تحديد الأهداف، ومعالجة الثغرات والمصاحبة والمراقبة لمختلف المشاريع المبرمجة أو في طور الإنجاز مع أهمية التركيز على الجانب الاجتماعي الذي لايزال رهينا بفوارق اجتماعية يجب تقليصها. ولم يفت السيد رئيس مجلس جهة الشرق الإشادة بالتعاونيات الفلاحية النشيطة كتعاونية غرس اللوز بمشرع حمادي التي تستفيد منها حوالي 3000 أسرة حيث عبر عن إنخراطه الكامل في دعم إنشاء وحدة إنتجاية لهذه التعاونية، داعيا إلى ضرورة الإقتداء بهذه المشاريع الناجحة والتي يعول عليها في خلق فرص شغل، مشددا على ضرورة تشجيع الأنشطة المدرة للدخل عبر خلق تعاونيات يلتزم مجلس جهة الشرق على دعمها ومواكبتها. كما إلتزمالسيد الرئيس بتخصيص سياراتإسعاف ووسائل النقل المدرسي للجماعات التي لا تتوفر عليها. وفي تدخله، أوضح السيد خالد السبيع النائب الأول لرئيس مجلس جهة الشرق والنائب البرلماني عن دائرة تاوريرت، على عمل المجلس في إطار تعاقدات، شراكات وتعاون مع كل المتدخلين، ومع مختلف القطاعات الوزارية من أجل تحسين وتأهيل مختلف القطاعات من صحة وتعليم وفلاحة وسياحة ونقل وطرق و ماء والتي تعتبر حجر الزاوية لسكان الإقليم، مع الإشارة إلى عدم إمكانية الجهة تعويض دور الحكومة أو الجماعة أو المجالس الإقليمية، داعيا الجميع إلى تحمل مسؤوليته بانتهاج دينامية جديدة وحكامة تدبيرية رشيدة في أداء الأدوار المرتبطة بالشأن العام المحلي وتحسين الخدمات لفائدة الساكنة. واختتمت هذه اللقاءات التواصلية برفع أكف الذراعة لله،بالدعاء لصاحب الجلالة بحفظه هو وباقي العائلة الملكية الشريفة.