لم تكن ربيعة مقوة المنحدرة من إقليمتازة والقاطنة بمدينة الناظور، يخطر ببالها أن دخولها إلى مستشفى إبن باجةبتازة، سنة 2006، قصد مباشرة العلاج من أعراض نفسية طارئة ألمت بها، سيكلفها فقدان نور البصر عندما اُقتلعت عيناها في ظروف مبهمة وغريبة، ما تزال إلى اليوم تعاني من تبعات حادثها وتؤدي ضريبة ثقيلة نيابة عن الفاعل. الواقعة المأساوية تعود إلى سنة 2006، عندما سارع والد ربيعة مقوة، إلى معرفة السر الطارئ الذي أصاب إبنته منذ قام أحد الممرضين بجناح الطب النفسي بالمستشفى، بحقنها بمادة مخدرة واستيقظت بعدها وهي في حالة ظلام لا تبصر شيئاً لينزل الخبر كالصاعقة على أسرتها التي حاول عائلها جاهداً معرفة ما جرى لإبنته لكن دون جدوى أمام الغموض والإبهام من طرف إدارة المستشفى المعنية الذي أحاطته بالموضوع مكتفية بترديد روايتها القائلة أن المعنية تعرضت لحادث إعتداء على يد إحدى النزيلات، ما أفقدها البصر. هذا الوضع الذي لقيه والد ربيعة، دفع به إلى وضع شكاية مستعجلة في النازلة إلى وكيل الملك، ضد المستشفى من أجل كشف ما جرى، وعلى إثر ذلك باشرت الشرطة القضائية تحرياتها بالإستماع إلى أقوال الضحية ووالديها وكذا إلى إدارة المستشفى وأطر طبية به، قبل أن تحال القضية على قاضي التحقيق بغرفة الجنايات، لتبدأ اولى الفصول في القضية المعروضة على القضاء أواخر سنة 2006. وما زاد من معاناة الضحية ربيعة التي إنفلبت حياتها رأسا على عقب منذ فقدنها نعمة البصر، وفاة والديها بعد خروجها من المستشفى "إبن باجة" الذي مكثت فيه سنوات، لتبدأ فصول أخرى من حياة المعاناة التي تعيش ربيعة مرارتها، حيث لا سند تتكئ عليه في محنتها، لذلك فهي فقط تطالب من القضاء المغربي الإقتصاص من الممرض الذي دمّر سعادتها وجعلها تعيش داخل دوامة من الحزن والظلام، كما تطالب المعنية بالأمر أيضا أن تتناهى حكايتها إلى مسامع العاهل المغربي للتدخل من أجل إنصافها.