ما يزال إغلاق الشارع المحاذي لبناية القنصلية الإسبانية القديمة بالناظور، والمجاور للواجهة الخلفية لمبنى المركب الثقافي المقابل للكورنيش السياحي وسط المدينة، بواسطة الأسيجة والمتاريس الحديدية، يشكل إلى حدّ الآن مثار إستغراب المواطنين رغم مرور سنوات على شلّ حركة السريان والجولان بالمرّة عبره. وما فتئ المواطنون يتساءلون منذ أن عمدت المنطقة الإقليمية للأمن الوطني، إلى الحجر على الشارع المذكور وإغلاقه في وجه المارة المترجلين، عمّا إذا كانت جميع إدارات القنصليات والسفارات بالمغرب، تقرّر نهج نفس الأسلوب، أي أنها تتعمد إحاطة بناياتها بأسيجة ومتاريس من أجل منع المواطنين من إستعمال شوارع بحالها، أم أن الناظور هو وحده ما يشكل الإستثناء دوما! البعض ممّن تحدثوا إلى ناظورسيتي، يرون أن جعل الشارع محظوراً على المواطنين وعلى السكان القاطنين قربه، هو إحتقارٌ ما بعده إحتقار، بالنظر لِما تحمله المسألة من دلالات لا يتسنّى تفسيرها سوى على هذا النحو القدحي طبعا، في ظلّ إنتفاء التبريرات الأمنية وإنعدامها أصلاً، خصوصاً وأن البناية عقب نقل مكاتب القنصلية إلى مقرها الحالي تبدو للعيان خالية على عروشها. لذلك لا يتوانى المواطنون في التساؤل مراراً، متى سيتم فتح الطريق المفضية صوب كورنيش المدينة، على مستوى الشارع المشار إليه، وذلك بإزالة المتاريس الأمنية الموضوعة في وجههم، بغية إعادة دبيب الحركة بعد كلّ هذه السنوات التي حرموا خلالها من إستعماله؟ فيما قال ساخراً أحد الظرفاء الذين لا يخلو منهم مكانٌ، أن الشارع المغلق بالمتاريس والأسيجة الحديدية التي وضعت عند بعض زواياها نقط أمنية ثابتة، يبدو مشهده كأنه بمثابة حدود برية وسط المدينة، غير كونها حدوداً ليست مسجلة لدى منظمة الأممالمتحدة لتسري عليه قوانينها الدولية!