أجرى الشاعر بلال واعلاس حواراً لناظورسيتي مع طارق شكري، ابن شقيق الكاتب العالمي محمد شكري، وهو ذات الحوار الذي تناول قضايا مختلفة تتعلق بالكاتب نفسه وعلاقته بطنجة ومؤسسة شكري وتجربة المتحف الخاص الذي يعتزم فتحه بمدينة البوغاز الذي سيضم أرشيف محمد شكري، وعن علاقته بمدينة طنجة. كما تطرق للصعوبات التي اعترضت تجربة المؤسسة التي كان يراهن عليها لحفظ ورعاية تراث وممتلكات صاحب "الخبز الحافي". مرحباً بك ثاومات طارق شكري في موقع ناضورسيتي. في البداية حينما نسمع باسم الكاتب العالمي والريفي محمد شكري يتبادر لذهننا جليا حبا وإخلاصا ووفاءً أسداه لمدينة أسطورية هي طنجة. فأي جميل ردت إليه بعد رحيله ؟ طنجة للأسف لم تقدم أي شيء لمحمد شكري لا في حياته ولا بعد موته، مع العلم أن هذا الأخير أفنى حياته مُعرِّفا بالمدينة وذاكراً لها عبر كتاباته التي ترجمت إلى أزيد من 40 لغة ليطلع عليها القراء عبر القارات الخمس. هناك جدل متداول حول الورثة الشرعيين لمحمد شكري، وبصفتكم الوكيل الشرعي لممتلكاته يتردّد أنكم تعتزمون فتح متحف خاص للكاتب الراحل محمد شكري، وذلك بمدينة البوغاز. فكيف ستكون التخريجة حتى يتحقق هذا الأمر؟ وما هو دور مؤسسة محمد شكري التي تم تأسيسها خلال السنتين الماضيتين؟ يمكن أن أؤكد من هذا المنبر أنه سيتم فتح متحف خاص للكاتب الراحل في مدينة البوغاز. فيما يخص طريقة التسيير فنحن بصدد مدارسته وإعداده مع أحد المخلصين للراحل وأحد جنود الخفاء. في نفس الوقت هناك اتصالات من خارج المغرب تمدنا باقتراحات أيضا، أغتنم الفرصة كي أحيي الجميع. بالنسبة للمؤسسة لم أوفق بعد سنتين من التنسيق والعمل الجاد مع المسؤولين عنها لكن للأسف ذهبت مجهوداتي سدى لعدم وضوح الرؤية وانسداد الأفق دفعني لاتخاذ قرار وقف التنسيق مع هؤلاء، لأن مؤسسة أدبية بدون موروث أدبي لا معنى لها ولا يرجى أن تحقق المبتغى الذي نطمح إليه وهو حفظ موروث المرحوم ونشره في الآفاق. ثومات طارق هل نستطيع أن نتعرف على ممتلكات محمد شكري التي تعتزم فتح متحف خاص بها، وكيف ستكون توليفة المتحف؟ هل سيكون مفتوحا بالمجان في وجه العموم ومقر المتحف بأي طريقة ستستخلص تكاليفه ونحن نعرف أنكم تقيمون بتطوان ؟ بالنسبة لممتلكات الكاتب شكري فهي متنوعة وشاملة عبارة عن كتب، مخطوطات، صور، رسائل، كتب موقعة من طرف عمالقة الأدب، لوحات فنية وغيرها كثير. في الحقيقة هناك مقترحات عديدة وسنحاول جاهدين أن يكون مفتوحا في وجه الجميع بصفة مجانية بعيدين عن الانتماءات والإيديولوجيات، رغم أنني حاليا لا أتوفر على أي دعم مادي من أي طرف، وسأعمل جاهدا على تحقيق حلم محمد شكري. في سياق آخر، وكما يقولون بأن طارق شكري حينما امتلك صفة الوكيل الشرعي من ورثة الراحل محمد شكري جعل من ممتلكاته طريقا ليفتح بها صراعا مع جبهات. ألم يكن الود أفضل للتعامل، وذلك حتى يكون في صالح سمعة الكاتب العالمي ؟ كما يعلم جميع من عرفني، فأخلاقي لا تسمح لي بفتح جبهات صراع وغير ذلك من المعوقات الجانبية التي لن توصلنا إلا إلى طريق مسدود، يدنا مفتوحة للجميع أنا فقط أدافع عن شرف الراحل بعد تعرض العائلة لمضايقات شرسة حاول من خلالها أشخاص من وزارة الثقافة وبعض أصدقاء الراحل، وأضع كلمة أصدقاء بين قوسين، استغلال هذا المشروع الثقافي لأغراض سياسية وشخصية لا علاقة لها بشرف المهنة ولا أخلاق المجتمع المغربي. كما نعرف جيدا فمحمد شكري في حياته كما لم يكن ملكا لأحد. لا زوجا لزوجة، ولا عما لأخ، ولا أخا لأخت، بل أراد أن يحيا في طنجة طائرا وبمثابة ذلك الشحرور الأبيض. فهل نستطيع أن نقول ومنذ رحيله أن عائلة محمد شكري كانت السبب في معانقة اسمه وممتلكاته وإقبارها في حضنهم لعدم استفادتهم منها ماديا ؟ محمد شكري كانت علاقته متوترة مع العائلة لا يسمح المقام بذكرها لولا المجهود الذي قمت به من أجل جلب مقتنياته للمنزل لبيعت لمن يدفع أكثر. أديت من مالي الخاص مصاريف المحامي ليتم نقلها وأضحي ماديا ومعنويا للمحافظة عليه، لم أطلب الدعم من أحد حتى من العائلة. حافظت على هذا الكنز لمدة عشر سنوات وسأحاول الحفاظ عليه حتى لا تتلاعب به أيدي الجبناء. بيتي مفتوح لأي مقترح يصب في مصلحة القضية وأشكركم على هذا الاهتمام بالمرحوم وإرثه الأدبي. كما أود في الأخير أن أشكركم على هذه الإلتفافة.