كما كان متوقعا، أجرى رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بعد زوال اليوم الجمعة، اجتماعا موسعا مع لجنة برلمانيي الناظور، لتداول وتدارس آخر التطورات المتعلقة بحريق "سوبير مارشي" والتي خلفت خسائر مالية فادحة.. وقد جاء هذا الاجتماع بعد طلب تقدم به أعضاء اللجنة البرلمانية الى رئاسة الحكومة، قصد الوقوف على آليات تدخل الدولة وطرق مساهمتها في إعادة إعمار السوق وتبني تصور جاد لحماية التجار المتضررين من هذه الفاجعة. وحسب مصادر موثوقة حضرت الاجتماع، فقد أبدى رئيس الحكومة تضامنه مع التجار وأعرب عن أسفه لما طال هذا المركب التجاري من خسائر مالية فادحة، واعتبر تدخل الدولة في الحريق أمرا واجبا بما تسمح به الإمكانيات، مبديا استعداده الشخصي للعمل مع بقية المتدخلين من أجل تقديم حلول مستقبلية ناجعة والتخفيف من معاناة التجار. وحسب نفس المصادر فقد تمحور هذا الاجتماع حول أربع نقاط أساسية، حملتها اللجنة البرلمانية الى رئيس الحكومة، متمثلة في دراسة كيفية إعادة بناء سوق "سوبير مارشي" المحترق، وكذا اقتراح بناء سوق مؤقت للتجار المنكوبين في انتظار الانتهاء من إعادة بناء المركب المحترق، تشكيل لجنة متكونة من رئاسة الحكومة وبرلمانيي الناظور والسلطات الإقليمية وكذا التجار المتضررين لمتابعة تطورات الملف، إضافة الى ضرورة فتح مفاوضات مع المؤسسات البنكية والمالية، ومطالبتها بتأخير مُدَد دفع شيكات التجار أو إعفائهم منها، بناء على آليات تدخل الحكومة في هذا الصدد. واعتبرت اللجنة البرلمانية دور الدولة في دعم هؤلاء التجار أمرا ضروريا، مبرزة مدى حجم الأضرار الاجتماعية والاقتصادية التي لاحقت هذا الحريق المهول الذي كَبّد التجار خسائر بملايير السنتيمات. ورغم أن الاجتماع لم يأتي بالجديد المنتظر الذي يمكن أن يشفي غليل التجار المتضررين، الا أن رئيس الحكومة قدم وعوده بدراسة هذه النقاط التي تقدمت بها واقترحتها اللجنة البرلمانية الناظورية، وهو ما يؤكد بالملموس أن أية حلول آنية لمشكل "سوبير مارشي" لن تتحقق، ما يعني أيضا بداية سلسلة جديدة من الاجتماعات والتشاورات على المستوى الإقليمي للوصول الى صيغ توافقية لملف المركب التجاري. مسؤول إقليمي عالي المستوى، رفض الكشف عن هويته، عَقّبَ على لقاء برلمانيي الناظور مع رئيس الحكومة، واعتبر نتائج هذا الاجتماع "غير مرضية" و"دون سقف التوقعات"، مبرزا أن ما قدمه بنكيران خلال اللقاء تبقى وعودا فقط وتسويفا يُرَاد منها امتصاص غضب التجار. هذا ويذكر أن اللقاء عرف حضور كل من وديع التينملالي ونور الدين البركاني، عن الغرفة الأولى للبرلمان، وعبد القادر سلامة، مصطفى سلامة، أحمد الرحموني، عبد القادر أقوضاض، عبد الرحمان أوشن، محمد بوحجار، بوجل البكاي وسهيل عن الغرفة الثانية من البرلمان.