ذكرت مصادر إعلامية، أن مجموعة من المواطنين المغاربة ينحدر أغلبهم من منطقة الريف، وبالأخص من مدينتي امزورن والحسيمة، وصلوا إلى سوريا، التي بدؤوا فيها الجهاد ضد نظام الأسد. الشباب الريفيون لا تربط فيما بينهم أية علاقة، حصلوا قبل مغادرتهم التراب الوطني على تزكية دينية من شيوخ سلفيين مغاربة، باركوا لهم ما سموه "الجهاد المقدس" ضد كتائب الأسد الطاغية، ودعوا لهم بالنصر المؤزر رفقة أحرار سوريا. دخل الريفيون ارض سوريا التي صارت ساحة للحرب منذ ما يقرب من سنتين، وذلك عبر الحدود التركية السورية، في أوائل شهر غشت المنصرم، وكانت لهم توجهات سلفية وسوابق عدلية وجهادية، فمحمد البائع المتجول كان يحلم دوما بالجهاد في بلاد المسلمين، لكن حلمه هذا جاء متؤخرا، فقد عزم قبل تسع سنوات على الهجرة إلى ارض العراق قصد الالتحاق بجماعة مصعب الزرقاوي، الذي قتل في غارة أمريكية، لكن حلمه ذاك قاده إلى معتقل تمارة السري، فهناك ذاق حلاوة الجهاد، وبعدها قُذف به في السجن ليقضي فيه عامين. شاب آخر سنسميه أحمد، فضل الاستشهاد على حساب المال الذي تنعم به أسرته، كان حلمه الاستشهاد في العراق إبان الغزو الأمريكي له في 2003، لكن حلمه ذاك أصبح حقيقة الآن في ريف دمشق. ومجاهد آخر ارتأينا أن نسميه عباس، أحلامه بالجهاد تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، حين غزا الاتحاد السوفياتي أفغانستان قبل أن يشيخ، كان يود أن يقاتل إلى جانب شيخه أسامة بن لادن المدعوم وقتئذ من الغرب. من الوارد أن يكون هناك "مجاهدون" مغاربة آخرون قرروا الاستشهاد في الحرب السورية الطاحنة، لكن السؤال المطروح هو عن مسؤولية المغرب تجاه هؤلاء، خصوصا إن تم اعتقالهم من طرف كتائب الأسد، وقتها ستضغط دمشق على الرباط، على الأقل بأن لا تتدخل في شؤونها، و تنهمك في شؤونها مع الرعية والجيران، كما عبر بشار الجعفري الناطق باسم دمشق في الأروقة الأممية.