يبدو جليا أن الأبناك بمدينة الناظور، تتبنّى فلسفة واحدة ووحيدة، وهي أن "فلوسنا زوينة ولكن حنا خايبين"، مع أن لا أحد يخفى عليه في هذا الوطن، أن أقاليم الريف ومنه الناظور بخاصة، هي من بين أكثر الأقاليم جذبا واستقطابا من حيث الودائع البنكية، بحيث تجاوزات خلال سنوات سابقة حتى الودائع الموضوعة في خزائن أبناك العاصمة الاقتصادية العملاقة الدارالبيضاء. هذا المعطى لا يجهله أحد، بل يعرفه الداني والقاصي، وهو في الحقيقة جدّ عادي ومنطقي، بالنظر إلى حجم مساهمة أبناء هذه المنطقة (أتحدث هنا عن الناظور والريف عموما)، في إنعاش الاقتصاد الوطني وتحريك ناعورته، بفضل زخم تلك المشاريع الكبرى التي أقاموها ويقيمونها في شتى المدن على امتداد خارطة الوطن، وإذ يكفي أن تزور إحدى المناطق بالمغرب، حتى يتناهى إلى مسامعك كلاما من قبيل "ذاك المشروع ديال الناظوري، هذاك ديال الريفي، وهداك ديال ولد الحسيمة، وهذاك راه ولد الدريوش للي فتح في ديك لبلاصة". لكن المؤسف والمخزي والمحبط وهلّم يأساً، هو التعامل المجحف لهذه الأبناك مع أبناء المنطقة، إذ رغم المداخيل الخيالية التي تجنيها على ظهورهم بفضل المعاملات التجارية فضلا عن الفوائد المتحصل عليها، وكذا المشاريع التي يستثمرون فيها، علاوة على ضخّ أبناء الجالية المنحدرة من المنطقة للودائع المالية الضخمة في خزائنها، لم نرَ ولو بنكا واحدا ووحيدا قام بمبادرة تُسهم في الرفع من وتيرة تنمية أقاليم الريف الثلاثة، سواء في الناظور أو الدريوش أو الحسيمة.