بعد تطوير عشرات اللقاحات في وقت قياسي لمواجهة جائحة كورونا، تتسارع حملة التلقيح في الوقت الراهن للحد من انتشار الجائحة، رغم أن وتيرتها غير متكافئة بين البلدان العالم، وظهور سلالات أخرى للفيروس تثير مخاوف، قد تكون أكثر خطورة. ويقدم البروفيسور المغربي- الأمريكي، لبشير بن محمد وفريقه، في مختبره للمناعة الخلوية والجزيئية، التابع لجامعة كاليفورنيا إرفاين، بارقة أمل حقيقية تتمثل في تطوير لقاح "عالمي" ضد مختلف أصناف الفيروسات من عائلة كورونا. وبالنظر إلى النتائج المشجعة التي تحققت مؤخرا، فإن فريق البروفيسور بن محمد مقتنع بأنه سيتم التوصل إلى لقاح وقائي في الأشهر المقبلة، وسيكون خطوة مهمة في الحد من وباء "كوفيد-19"، ولكن أيضا أوبئة فيروس كورونا القاتل التي من المحتمل أن ترى النور في السنوات المقبلة. وإذا اشتملت هذه الأوبئة في المستقبل على سلالات أخرى من فيروس كورونا تنتقل من الخفافيش، تماما مثل سلالة "سارس كوف-2"، فإن هناك احتمالا قويا لظهور أنواع أخرى تنتقل إلى البشر عن طريق الحيوانات الوسيطة. وأكد عالم الفيروسات في مقابلة مع وكالة المغرب العربي للأنباء في واشنطن، أنه بعد فيروس "سارس-كو2" الذي ظهر في الصين عام 2003 و "ميرس-كوف" الذي ظهر في المملكة العربية السعودية عام 2012، واليوم "سارس-كوف 2"، ستكون هناك بالتأكيد أنواع أخرى من فيروس كورونا المماثلة، والسؤال هنا لا يتعلق بهل ستظهر أوبئة أخرى مرتبطة بفيروس كورونا، وإنما بمتى وأين ستظهر". وفي معرض تفصيله لخصوصيات عمله، أبرز العالم، الذي ينحدر من منطقة "تاكانتي- تالماديرت" بإقليم كلميم، أن "لقاحنا لا يركز فقط على البروتين الفيروسي سبايك (وهو المفتاح الذي يسمح لسارس-كوف 2 بدخول أجسامنا)، لكنه يستخدم بروتينات أخرى من الفيروس" لتحفيز الاستجابة المناعية. ويتكون فيروس كورونا من 25 بروتينا هيكليا وغير هيكلي، بالإضافة إلى بروتين (سبايك) الموجود على سطح الفيروس الذي يعطيه شكل تاج (ومن هنا جاء اسم فيروس كورونا). وبعد أن أوضح كيفية عمل مختلف اللقاحات المعتمدة حاليا حول العالم، فصل الباحث طبيعة الدراسات التي أجراها رفقة فريقه حول السلالات المتحورة من فيروس كورونا الحالي، وكذلك الفيروسات الحاضرة اليوم لدى الخفافيش والتي ستنتقل مستقبلا إلى البشر عبر حيوانات وسيطة. وقال البروفيسور، أنه تمت بلورة اللقاح الشامل "للوقاية من سارس-كوف-2، وهو الفيروس الذي تسبب في الجائحة الحالية، ولكن أيضا للوقاية من الأوبئة المستقبلية، لأنه يحتوي على تسلسل الفيروسات المعزولة من الخفافيش، بالإضافة إلى تسلسل الفيروسات المعزولة من حيوانات وسيطة الجمال والإنسان".