يقال عادة في حديثنا اليومي اننا لا نثق في هذا الشيء،او فقدنا الثقة فيه،و بمجرد ان نقوم بابداء رأينا فيه، يرد عليك الطرف الآخر ،"ما بقاش الثقة ف كلشي"؛واصبحنا نعممها بشكل فردي او جماعي في حياتنا الومية، لدرجة اننا نتفق في استعمالها في جميع المجالات،و الأبعاد النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الاعلامية، مادام اننا نعيشها في مراحل وعينا الجمعي و في تركيبتنا النفسيةالثلاثية الابعاد،كما حددتها مدرسة التحليل النفسي في علاقتها بين مكوناتها،و هي: "الذات، الهو، و الانا الاعلى"،فاذا توترت هذه العلاقة بين هذه المكونات المذكورة ،نتجه الى فقدان الكثير من الثقة في انفسنا كافراد واعون ذاتيا،و تبدأ احلامنا و رغباتنا المكبوتة تتعقد وتصل الى درجة الاحباط مادام ان تتلقى اوامر عليا من سلطة المجتمع،او من خلال عملية التنشئة الاجتماعية المفقودة و غير السليمة؛ بفضل ما تنتجه لنا كقيم متصارعة و متباعدة بين ماهو موجود،و ما ينبغي ان يكون في المجتمع، و ما يعزز الثقة في نفوس الافراد،و الجماعات، و المؤسسات التي ينبغي ان تؤسس الثقة في وعيهم و طموحاتهم، فاذا غابت هذه العلاقة الإيجابية بين هذه المكونات سنصل الى الى احباط معمم رافضي لكل المبادرات الحرة،والتي بدوها ان تعززها الثقة الكافية لكي تبدأ في استرجاع مقومات توازن نفسي و اجتماعي للافراد و المؤسسات شريطة أن ينخرط و يتحرك الجميع في هذا الاتجاه،وان يتنازل كل واحد عن انانيته،ومصالحه،وعقده التي يحاول ان يسقطها على الجميع، في محاولة زرع الاحباط و تعميمه؛بل ان ينجح في ذلك، لبناء أزمة الثقة في المجتمع، حفاظا على سلامة مصالحه و امتيازاته التي الفها بفضل غياب المسؤولية و المحاسبة.