09:28 تمنينا وتذرعنا قلنا وبأعلى صوتنا جهرنا، عل إخلاص تعود وتبزغ بصباح متألق كتألق وجهها البهي، حاملة الإبتسامة والحياة من جديد شئنا نحن وشاء القدر ونطق بكلمته الأخيرة. نعم إنها الطفولة التي أجهضت فيك يا وطني!! إنها إخلاص البريئة الصافية والتي لم تعرف خبث الحياة بعد، ولم تشق طريق مدرستها بعد ولم تجلس على طاولتها المدرسية، ولم تستنشق معنى الحياة ؟؟ نعم إنها إخلاص الصغيرة التي كتبت عنها منذ اختفائها كانت كتابات تبرز قضية إخلاص، وتعرف بها، وبمعاناة عائلتها التي تعيش في إحدى المناطق الريفية المجهولة، ويفتقرون لأدنى وسائل العيش، وقد جاءت الوحوش البشرية وتربصوا بها، خطفوها أو فلأقل اقتلعوها من بين جفون والديها، وحرموا عائلتها منها، وقد ذاقت الأسرة أشد أنواع القهر والعذاب الإجتماعي والنفسي منذ اختفاء الصغيرة. ولا يخفى على عارف بأن قضية إخلاص البوجدايني لولا التغطية الإعلامية التي أتت منذ البداية من لدن المنابر الطلابية، "طلاب وطالبات الجبل" لما تعرفنا على هذه النازلة، ولما أحدثت هذه الضجة الإعلامية الكبيرة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن مثل هذه الكوارث تحدث وبكثرة في وطننا الحبيب ولكن تحت الستار، فحملة الاختطافات التي تتولاها العصابات المكلفة بهذا الشأن يضيع في سبيلها آلاف الأطفال العزل الذين يأخذونهم ويبيعونهم للعائلات الغنية أو يتاجرون بهم كبيع أعضائهم أو ما شابه!! لقد اختفت الطفلة إخلاص البوجدايني منذ أسبوعين، سرقوها، وسرقوا معها طمأنينة وسلام عائلتها، لقد أخذوا ذاك الوجه الملائكي الذي ما فتئ يحس بطفولته، إخلاص تبلغ من العمر 3 سنوات رمز الصفاء والبراءة والطفولة التي غابت فيك يا وطني. إن منطقة الريف في هذه الأسابيع تعيش على وقع ذعر ورهبة تسري في جميع مناطقه، وهذا راجع بالأساس إلى فقدان الطفلة إخلاص البوجدايني إذ إن الأمهات لا يستطعن أن يتركن أبناءهن حتى عند باب المنزل وهذا بالطبع سببه ما حدث للطفلة إخلاص، الصغيرة التي أجهضوا طفولتها ويتموا أحلامها إنها إخلاص البوجدايني اللؤلؤة التي جعلت السماء تشع حزنا بعدما غادرت الأرض لدار البقاء، ألف رحمة عليك يا صغيرتي البريئة المصطلح الذي أطلقته عليك منذ اختفائك وكان لي أمل كبير جدا بأنك ستعودين وستلألئين بيت أسرتك وحياة محبيك من جديد ولكن خاب الأمل. رحم الله البراءة رحم الله الحياة رحم الله السلام رحم الله الطفولة فيك يا وطني؟؟