المثقف الأنيق أو السكير اللعين, المهذب الخلوق أو الشاذ المتسلط,أو بالأحرى, سموه كما شئتم, فكلها أدوار أفلح ابن مدينة أزغنغان في تجسيدها, عبد الله أنس الفتى اليافع الذي لم يكن يطمح في مطلع الألفيات حين بدأ مشواره بأكثر من عرض مسرحي فوق خشبة المركب الثقافي بالناظور, ولم يكن يحلم يوما حتى بهذه السطور التي تكتب في حقه, هو ذا عبد الله أنس الشاب الذي عانى وعانى وعاني ثم تعالى, بأدائه طبعا وليس بأنفه, الشاب الذي علمته الحياة قبل أن تعلمه الحروف, الشاب الذي أبدع وأمتع في أقسى الظروف, الشاب الذي تحدى الواقع بإرادته وسحر الريف بموهبته,الشاب الذي أراد من عبد الله أنس عبدا أنيسا لكل عشاق الفن والإبداع, فمن منكم يا سادة لم يردف دمعة واحدة على موت بوزهو , ومن منكم يا سادة لم تتعالى ضحكاته في المنزل كأبله ساذج وهو يشاهد الدكتور أزعاج, ومن منكم لم ينعل قابو وتمنى لو بصق على وجهه القذر.