يبدو جليا ولع الملك محمد السادس بالبحر، وكل ما له صلة به، حتى أنه صرح يوما لصحيفة فرنسية بأنه "عاشق كبير للبحر ودائم الاتصال بالماء، ولا يتقبل بسهولة العيش بعيدا عن البحر"، من خلال حرصه على تدشين مزرعة لصغار الصدفيات بأحد الأقاليم الصحراوية. وأشرف العاهل المغربي، اليوم الثلاثاء، في جماعة العركوب بإقليم وادي الذهب، على تدشين مزرعة لصغار الصدفيات "أزورا أكواكولتور"، وهو المشروع الرائد الذي يؤكد الاهتمام الذي يوليه العاهل المغربي لحماية وتعزيز التنوع البيولوجي البحري في البلاد. ويندرج هذا المشروع لتربية الأحياء المائية، الذي تطلب غلافا ماليا إجماليا قدره 81 مليون درهم، في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتنمية قطاع الصيد البحري "أليوتيس"، والرامية إلى تأهيل وتحديث مختلف حلقات سلسلة قيمة قطاع الصيد البحري، وتحسين تنافسيته وأدائه. وفضلا عن التنمية السوسيو- اقتصادية لمنطقة تواجده، فإن من شأن هذا المشروع المساهمة في استدامة الموارد، وتنمية تربية ومعالجة وتسويق نحو 970 طنا من المحار والمحار الملزمي وصدفيات أذن البحر، وبالتالي تقليص الأخطار الصحية المرتبطة باستيراد الأصناف الأجنبية. وتشتمل منشأة "أزورا أكواكولتور"، المزودة بتجهيزات من الجيل الجديد، على مزرعة من هكتارين تتضمن قاعات لتصفية المياه، وإنتاج العوالق النباتية، والاباضة والتخصيب، ومختبر، ومنطقة للحضانة المصغرة، وحاضنة، كما تحتوي على منطقة للتكبير القبلي (20 هكتار)، وحظيرة للمحار الملزمي (200 هكتار)، وحظيرة للمحار (16 هكتار) وورشة للتعبئة. ويشكل هذا المشروع جزءا من مخطط تهيئة قطاع تربية الأحياء المائية بجهة الداخلة- وادي الذهب (2015- 2020). ويشمل مخطط تهيئة قطاع تربية الأحياء المائية، الذي رصد له استثمار إجمالي قدره 2,8 مليار درهم، إحداث 878 وحدة للإنتاج تتوزع على ثلاثة مناطق جغرافية محددة، هي خليج الداخلة (520 وحدة)، وخليج سينترا (243)، والمنطقة الواقعة بين الخليجين (115. وستنجز هذه المشاريع التي من شأنها إحداث نحو 3350 منصب شغل مباشر، والتي تشرف عليها الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية، على مساحة 6556 هكتار، حيث ستمكن عند الشروع في استغلالها من بلوغ إنتاج سنوي إجمالي يقدر ب 115 ألف و450 طن. وعلى صعيد آخر، دشن الملك محمد السادس، اليوم، أيضا بمدينة الداخلة مشاريع هامة للتطهير السائل، والتزود بالماء الصالح للشرب، باستثمار إجمالي قدره 495 مليون درهم، منه مشروع التطهير السائل بغلاف مالي ناهز 245 مليون درهم، ومشروع تقوية تزويد مدينة الداخلة بالماء الصالح للشرب بمبلغ 250 مليون درهم، سيستفيد منه أزيد من 106 ألف نسمة. ويهم مشروع التطهير السائل بالداخلة إنجاز محطة تصفية المياه العادمة، وتثبيت 21 كلم من مجمعات التزويد، واعتراض المياه العادمة، وخمس محطات للضخ، ومنشآت لتحويل المياه المصفاة بغرض إعادة استعمالها. ودشن الجالس على عرش المملكة أيضا، في ذات المناسبة، محطة للمعالجة، وإزالة الأملاح المعدنية، وهي إحدى مكونات مشروع تعزيز التزود بالماء الصالح للشرب بمدينة الداخلة.