يبدو ان مسؤولي الجزائر اضحوا يخبطون خبط عشواء مع الصراعات التي يعرفها نظامهم مؤخرا على مستوى القيادة و بعد الانتكاسات الدبلوماسية الاخيرة حيث يحاولون من خلال استفزاز المغرب في عدة مناسبات ، الى تصريف مشاكلهم السياسية الداخلية نحو الخارج عبر افتعال مشاكل مع جارهم الغربي ، علما انه الدولة الوحيدة المجاورة للجزائر التي تنعم بالاستقرار من الناحية الأمنية. و لعل اخر هذه "الخبطات" نعت الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال المغرب خلال افتتاح الدورة العادية الخامسة والعشرين لقمة الاتحاد الإفريقي بجوهانسبورغ في جنوب إفريقيا، بالمستعمر وجب تصفيته من منطقة النزاع في الصحراء ، و هو التصريح الذي جاء أياما بعد الاتهام الغريب الذي أطلقه وزير الشؤون الدينية الجزائري، أبو عبد الله غلام الله، بشأن مسؤولية المغرب عما يجري من أحداث في الوقت الراهن في العالم العربي. صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي اعتبر وصف وزراء الجزائر بمهزلة القمة ال25 للاتحاد الإفريقي و قال "لقد كنا أمام مهزلة سياسية حقيقية داخل مؤسسة المفروض فيها أن تحظى باحترام كافة أعضائها ولا تستغل لأغراض ذات طابع أناني محض لبلد يبحث عن المصداقية والمشروعية، والذي لم يسانده سوى الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، روبرت موغابي". وأضاف الوزير الأن "المغرب قوي بحقوقه، وبمغربية صحرائه، وقوي بوحدته الوطنية، وقدسية وحدته الترابية. أقول ذلك لجميع المحرضين الذين يحاولون دون جدوى استغلال منظمة قارية. وما هو محزن وتشاطره عدد كبير من البلدان الإفريقية هو ملاحظة أن هذا البلد (الجزائر) يستغل الاتحاد الإفريقي للمساس بصورة المغرب وبدينامية المسلسل الذي تعترف به المجموعة الدولية برمتها حول قضية الصحراء المغربية". - أثر قرار مجلس الأمن - تصرفات وزراء الرئيس بوتفليقة اعتبرها الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية الدكتور عبد الرحيم المنار اسليمي، سلوك عدواني جديد للجزائر ضد السيادة المغربية، مبرزا أن هذا الموقف الأخير له مجموعة تفسيرات متكاملة، منها محاولة الجزائر استيعاب ضربة مجلس الأمن الأخيرة، إذ تسعى إلى التخفيف النفسي من أثر قرار مجلس الأمن، الصادر في 28 أبريل، حيث خلق نوعا من اليأس في مخيمات تندوف التي لم تتوقف فيها حدة الاحتجاجات على قيادة عبد العزيز البوهالي طيلة الشهور الماضية" كما لاحظ أن النظام الجزائري يعيش عزلة حقيقية في المنطقة وعلى جميع المستويات - المنبر الواحد - من جهة اخرى لها علاقة بالموضوع، يضيف الخبير المنار اسليمي انه لم يعد أمام الجزائر سوى منبر وحيد هو الاتحاد الإفريقي، فالأممالمتحدة أغلقت الممرات أمام الجزائر بقرارها الأخير رقم 2218، وحتى داخل الاتحاد الإفريقي أصبحت الممرات للدعاية ضد المغرب ضيقة، لكون العديد من الدول تدرك أن هذه المنظمة تخرق ميثاق الأممالمتحدة بتدخلها في نزاع الصحراء". - الفشل الاقليمي للجزائر - تصريح سلال يخفي أوضاعا إقليمية وداخلية صعبة تحاول الجزائر تصريفها في التصريحات العدوانية ضد المغرب"، موضحا أن "الجزائر فشلت في مالي، وباتت موضع اتهام بكونها تعرقل الحل السياسي في ليبيا، فالقوى الإقليمية والدولية انتبهت إلى أن الجزائر تريد استمرار مزيد من الفوضى في ليبيا.. الجزائر تستعمل أوراقا ضد دول الجوار للتغطية على نزوعاتها التدخلية، فهي توظف ملف الصحراء ضد المغرب، والجماعات الإرهابية في جبال الشعابني ضد تونس، والبوليساريو في المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا، وشمال غرب مالي لتهديد موريتانيا". - الازمة الداخلية - وذهب الخبير في الشؤون الامنية و الاستراتيجية إلى أن "سلال قدم نفسه أمام القمة الإفريقية، بصفته ممثلا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مردفا أن "هذا الأمر بات موضوع استغراب من طرف المجتمع الدولي"، مسجلا أن "سلال ألقى كلمته وغادر مباشرة إلى الجزائر لاستقبال الرئيس الفرنسي، الشيء الذي يعني أن الجزائر تعيش سنة سياسية بيضاء، لكونها بدون رئيس". وفي ذات السياق يؤكد المحلل الاستراتيجي طارق أتلاتي أن "المغرب يدخل في العمق الاستراتيجي للجزائر، وبالتالي فإن تصريف هذه الأزمة يخدم الجزائر من زاويتين، أولها احتواء الوضع الداخلي، وثانيها أخد فسحة من الوقت من الشعب الجزائري لإعادة ترتيب أوراق الخلافة"، خاصة في ظل الوضع الصحي المتدهور للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة و خروج الشرطة الجزائرية إلى الشارع للاحتجاج في وضع غير مسبوق- وكان من المفروض أن تكون هناك حاجة إلى تصريف الأزمة خارج البلد من أجل احتوائها داخليا.