تعيش الأسرة الملكية، اليوم، على إيقاع الأفراح في ثاني أيام حفل زفاف الأمير مولاي رشيد بأم كلثوم بوفارس، بعد أن مر اليوم الأول مخصصا لتقديم موكب "الهدية"، وهو الطقس الذي دأبت العائلة العلوية البدء به في حفلات الأعراس الملكية والأميرية منذ عقود. وينطلق مساء اليوم الثاني من حفل الزفاف الأميري بحفل "البرزة" داخل القصر الملكي بالرباط، وهو طقس ضروري ولا محيد عنه في حفلات العرس المغربي التقليدي، ما يؤشر على رغبة القصر الملكي في محاكاة حفلات الزفاف التي تقام في جميع مناطق المغرب. ويشمل حفل "البرزة" طقوسا احتفالية بهيجة تعتمد على تغيير لباس العروس، أم كلثوم، مرات عديدة من طرف "نكافات دار المخزن"، وهن نساء متخصصات في مجال تزيين وإلباس العروس أبهى الأزياء التقليدية المغربية، خاصة التكشيطة والقفطان، واليت تكون عادة مرصعة بإكسسوارات براقة. ويضم طقس "البرزة" مراسيم دخول وخروج العروس أم كلثوم، من أجل تغيير لباسها وشكلها، رفقة زوجها الأمير مولاي رشيد، الذي يحرص بدوره على ارتداء الجلاب المغربي الأصيل، وذلك كله تحت زغاريد النساء الحاضرات، وأولهن النكافات اللائي يضفن رونقا على الحفل بأهازيجهن المختلفة. ولا يمكن أن ينفك حفل "البرزة" للعروس عن طقس آخر يلتصق به يسمى "التهضيرة"، وهي أهازيج غنائية شعبية، لا تتجاوز مقطعا شعريا واحدا أو مقطعين، لكن يتكرر ترديدهما عدة مرات من طرف جميع الحاضرين، فضلا عن زغاريد النساء والصلاة والسلام على النبي. وكلما تدخل العروس أم كلثوم، يتم رفع الأصوات والأهازيج الشعبية وترديد عبارات من قبيل "عز الله الشرفاء، فين ما كانو سيدنا رسول الله.. سيدنا محمد، ديما صليو عليه"، كما أن "التهضيرة" تتم في طقس يؤثثه أبناء دار المخزن، يرتدون لباسا موحدا ويتبعون العروسين في دخولهما وخروجهما. وبعد حفلات "البرزة" يتم تنظيم عشاء رسمي فاخر، يترأسه الملك محمد السادس رقة عقيلته، بحضور فنانين مغاربة وعرب ينشطون حفل الزفاف، كما تحضر شخصيات تمثل الحكومة، ومستشاري الديوان الملكي، وكبار الشخصيات الأجنبية، ورجال الأعمال ونجوم الفن. وكان يوم أمس الخميس قد خصص بموكب "الهدية" الذي انطلق من القاعة المغطاة البوعناني، التابعة لفريق الفتح الرباطي، في اتجاه باب الرواح، ومن ثم إلى القصر الملكي. وظلت "الهدية" عرفا ثابتا في مراسيم الزفاف الأميري، والذي تشارك فيه جميع القبائل والجهات وتتنافس بخصوصه.