لا يمكن فصل العلاقة بين الأنظمة و الشعوب ، فكلما ارتفعت كرامة المواطن واتسع مجال حريته في وطنه ،كلما ارتقعت قيمة بلده بين الأمم. وبالمقابل كلما ازدادت سلطة الدولة في قمع شعبها واضطهاده وتجويعه وتعنيفه، كلما نقصت هيبة الدولة واحترامها بين الأمم. إن كرامة الوطن من كرامة المواطن ،وكرامة المواطن هي التي تحقق هيبة الدولة ،ذلك أن هيبة الدولة تقتضي أن يشعر المواطن البسيط بالعدل و المساواة التامة مع غيره ويحس أن دولته تخدمه في كل شئ ولا تفرق بينه وبين غيره، وأن ثروات بلاده مقسمة بالعدل بين المواطنين ، فهيبة الدولة تتحقق في تأهيل اقتصادي وصناعي و تجاري يصاحبه تأهيل سياسي و ثقافي للمواطن، وليس في تفشي الريع الإقتصادي و السياسي ومديونية كبيرة ترهن سيادة المغرب و أجياله و اقتصاده وسياسته و مستقبله بأيدي الجهات الاجنبية وليس كذلك بطلب المساعدات و الصدقات من أمريكا و الخليج وصندوق النقد الدولي . هيبة الدولة تتحقق باحترام المغاربة و الوعي بمشاكلهم و مطالبهم وتحقيقها وصون كرامة أبناء ونساء هذا الوطن وفتح أبواب التشغيل عوض فتح أبواب المطارات لتصدير بناتنا نحو الخليج وركوب شبابنا قوارب الموت بحثا عن حياة أفضل ، ولا تتحقق هيبة الدولة في ارتفاع معدلات البطالة و الأمية وانعدام الوعي وانتشار الفقر فازداد الغني غنى وازداد الفقير فقرا حتى أصبحنا نكرس فكرة المغرب النافع و المغرب غير النافع .لاتتحقق هيبة الدولة في حماية المفسدين وناهبي المال العام وقمع المحتجين من طلبة وعمال وفلاحين، كما لا تتحقق بالإعتقالات التعسفية وبتلفيق تهم جاهزة للشباب وسجنهم كلما عبروا عن رأيهم أو طالبوا بالحرية و الكرامة والعدالة الإجتماعية ... لا تتحقق هيبة الدولة بالإكثار من البوليس و أجهزة القمع و السجون ،ولن تتحقق بتوسيع أجهزة المخابرات ،هيبة الدولة لا تأتي مما تمتلك من قوة أو ما تمارسه من عنف وقمع وبطش لأن هذه الأساليب قد ترهب النفوس لكن لن تثني إرادة الشعب في العيش الكريم . إن هيبة الدولة تتحقق بتوفير الشغل للمعطلين و إحقاق العدل و العدالة داخل المحاكم، و احترام صناديق الإقتراع وحماية الحريات وحقوق الإنسان وكرامته، وهي أسس بناء هيبة الدولة وبها تتحقق لحماية شعبها وتعليم أبنائها وصون كرامة نسائها والدفاع عن ترابها ، تتحقق بقضاء عادل مستقل ونزيه ومؤسسات حقيقية ديمقراطية نابعة من إرادة الشعب ، تتحقق أيضا بتعليم ناجع وفعال باعتباره هو الركيزة الأساسية لأي تقدم اقتصادي واجتماعي،وتقتضي هيبة الدولة أن توفر لمواطنيها خدمات صحية مجانية وسكن لائق يستجيب لأبسط شروط العيش الكريم. تتحقق هيبة الدولة أولا بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم شباب حركة 20 فبراير و الطلبة المناضلون المعتقلون و معتقلي الرأي الذين مازالوا يقبعون في السجون لا لشيء إلا لأنهم عبروا عن رأيهم أوهتفوا باسم الحرية و الكرامة أوطالبوا بمحاربة الفساد والمفسدين... هيبة الدولة كبكارتها ، كشرفها يجب الحفاظ عليه وذلك بتشغيل أطرها حاملي الماستر الموقعين على محضر 20 يوليوز الذين تنهال عليهم قوى القمع بالعصي و الهراوات و الركل و الرفس و السب و الشتم يوميا أمام مرأى و مسمع "ممثلي" الأمة، أو بالأحرى ممثلي أنفسهم ، كذلك الشأن بالنسبة لأساتذة سد الخصاص الذين أبلوا البلاء الحسن في تعليم أبناء الشعب المغربي وأدوا الرسالة الملقاة على عاتقهم بكل صدق و أمانة ، وذلك بتسوية وضعيتهم الإدارية و القانونية عوض أساليب القمع و العنف و الإعتقالات التي تنهجها الدولة المغربية في حق هذه الفئات وفئات أخرى عريضة مضطهدة ومقهورة من سلطة وبطش الدولة المغربية . فالدولة التي تعتقل أبنائها وتزج بهم في السجون ، الدولة التي تعتقل خيرة شبابها و أطرها هي دولة غير وطنية و ليست لها هيبة ، فأين هيبة الدولة المغربية في ظل حكومة عبد الإله بنكيران ؟؟ علي حادون يوم:29/09/2014