ولد الأستاذ عبد الهادي بوطالب، سنة 1923 بمدينة فاس. وتخرج الراحل بوطالب سنة 1943 من جامعة القرويين حائزا على الدكتوراه في الشريعة وأصول الفقه، وهو حائز كذلك على الدكتوراه في الحقوق تخصص القانون الدستوري. وقد تشبع الفقيد عبد الهادي بوطالب بالفكر الديني الإسلامي في المرحلة الأولى من عمره، إذ حفظ القرآن الكريم ودرس الشريعة وأصول الفقه والعلوم الدينية الأخرى ودرَّسها في أروقة جامع القرويين. وفي سنة 1948 كان من بين المؤسسين لحزب الشورى والاستقلال وعضوا للمكتب السياسي لهذا الحزب منذ تأسيسه إلى سنة 1959، وخلال هذه المدة عمل رئيسا لتحرير جريدة “الرأي العام”. وفي سنة 1951 شارك الراحل في الوفد الوطني المغربي الذي عرض قضية استقلال المغرب في إطار اجتماع الأممالمتحدة المنعقد في باريس بقصر شايو، كما كان أحد الذين تزعموا مقاومة الاستعمار الفرنسي إثر نفي جلالة المغفور له محمد الخامس. ووضعت سلطات الحماية الفقيد تحت الإقامة الإجبارية في الدارالبيضاء من غشت 1953 إلى فبراير 1954، وبعد ذلك ترأس الوفد المغربي بباريس والذي عرف بقضية المطالبة باستقلال المغرب في الأوساط البرلمانية والسياسية الفرنسية. وفي سنة 1955 شارك في المفاوضات، التي جرت في إكس ليبان حول استقلال المغرب وعودة الملك الراحل محمد الخامس إلى أرض الوطن، كما كان من بين أعضاء الوفد الوطني الذي اتصل لأول مرة بجلالة المغفور له محمد الخامس في منفاه بمدغشقر للاتفاق على الخط السياسي للتعجيل بتحقيق عودة جلالته للوطن وانتزاع الاعتراف باستقلال المغرب من فرنسا. ومنذ عودة الملك الراحل محمد الخامس تقلب الفقيد الأستاذ عبد الهادي بوطالب في عدة مناصب وزارية ومارس مهام سياسية، حيث عين في دجنبر 1955 وزيرا للعمل والشؤون الإجتماعية في أول حكومة وطنية بعد الاستقلال وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى أكتوبر 1956. وساهم في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وكان من كتابه العامين من سنة 1959 إلى 1960. وعين من أواخر 1961 إلى 1966 ، وزيرا للإعلام والشبيبة والرياضة ثم وزيرا منتدبا لدى الوزير الأول والناطق باسم الحكومة أمام البرلمان ثم وزيرا للعدل. وما بين 1966 و1969 عين الفقيد وزيرا للتربية الوطنية ثم وزيرا للدولة فوزيرا للشؤون الخارجية. وفي سنة 1970 انتخب رئيسا لمجلس النواب. وفي أكتوبر 1971 عمل الراحل بوطالب أستاذا في كلية الحقوق بالرباط والدارالبيضاء حيث عمل أستاذا للقانون الدستوري والمؤسسات السياسية. وفي سنة 1974 عين سفيرا للمغرب في الولاياتالمتحدة والمكسيك ثم مستشارا للملك الراحل الحسن الثاني سنة 1976 فوزيرا للدولة في الإعلام سنة 1978. وفي مايو 1982 انتخب الفقيد من لدن المؤتمر العام لمجلس وزراء التربية والعلوم والثقافة للدول الإسلامية مديرا عاما للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ودرس في نفس السنة بكلية الحقوق بالرباط (مادة النظم السياسية في العالم الثالث)، وحصل أيضا على العضوية في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت) بالمملكة الأردنية وعلى العضوية بأكاديمية المملكة المغربية. وفي نوفمبر 1983 انتخب الراحل من لدن وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي، نائبا لرئيس اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الحضاري الإسلامي التي يرأسها سمو الأمير فيصل بن فهد، وعين مجددا مستشارا للملك الراحل الحسن الثاني في دجنبر 1991. وقد تم توشيح الأستاذ الراحل عبد الهادي بوطالب بعدد من الأوسمة ونال عددا من الجوائز، من بينها جائزة الاستحقاق الكبرى للمملكة المغربية (مارس 1990) وتوشيحه سنة 2002 بوسام الاستقلال الأردني من الدرجة الأولى، كما وشح رحمة الله عليه سنة 2006 من طرف الملك محمد السادس بالحمالة الكبرى لوسام العرش. وإلى جانب اهتماماته السياسية، برز الراحل عبد الهادي بوطالب كمفكر ومحلل لقضايا الساعة، المغربية والعربية والدولية، من خلال الأفكار والآراء التي قدمها على صفحات مجموعة من الجرائد الوطنية والعربية. وللراحل الأستاذ بوطالب مؤلفات في السياسة والقانون والأدب باللغتين العربية والفرنسية تبلغ أكثر من ستين كتابا