إن لم تستحي فافعل ماشئت 12قتيل وصفت بالإبادة ...ياللمهزلة ويا للعار لن أخوض بتفاصيل الحادث بمدينة العيون المغربية، إنما الذي أثار انتباهي ليست المطالب الاجتماعية المحقة في السكن والعيش الكريم وإنما توقيته الذي جاء قبيل انطلاق المفاوضات غير الرسمية حول قضية الصحراء المغربية ، حيث ذهبت الأحداث الأخيرة في مدينة العيون نحو الاحتجاج العنيف للساكنة الصحراوية بخلفية قبلية ومزيد من الامتيازات على المطالب المعروضة من طرف مجلس المدينة وبرلمانييها المنحدرين من قبيلة أخرى ،ورافضا تسييس المطلب من طرف الساكنة أنفسهم وبعدما تأجج الوضع وتدخلت المخابرات الجزائرية والإسبانية المكشوف والسافر ، فالأول أهدافه التي أضحت أكثر وضوحا من قبل والتي يعرفها القاصي والداني والثاني سببه كما هو معروف ما جرى بسبتة ومليلية المحتلتين ، وتقسيم الكعكة مع الجزائر في قضية الصحراء تدخل امن المغرب لتفكيك مخيم العار أكديم أكدز وفض و الاحتجاج ذو الطابع الاجتماعي فالتوقيت مهم وتداخل مخابرات الأجنبي أهم وواضح وما زادني إصرارا على كتابة هذا المقال هي كيفية معاملة بعض وسائل الإعلام المتحيزة والمأجورة ولأهداف سياسة مفضوحة و للمبالغة التي فاقت الخيال والتي لا تقدر أن تقنع كاتب المقال نفسه بتضخيم وتهويل وتسييس مطالب لا تعدو ان تكون اجتماعية ليس إلا . كيف لأحداث خلفت اثنا عشر شهيد وصف بالإبادة وماذا نسمي أكثر من مائة ألف قتيل في الجزائر أليست جرائم حرب وإبادات جماعية ....أم ان الأمر لا يعدو محاربة الإرهاب . فالجزائر تحتضن عدد قليل من الشعب الصحراوي والذي لا يمكن له أن يتكلم باسمه ولا أن يمثله لأنه وببساطة وكما هو معلوم فالشعب الصحراوي يضم قبائل عديدة وغالبيتها موجود داخل المملكة المغربية هؤلاء الانفصاليون تدعمه السلطات الجزائرية ضدا على وحدة المغرب الترابية وتدربهم وتتاجر بمأساة المحتجزين الذين يوجدون بوضعية مزرية ، وما فعل بمصطفى سلمى من قبل السلطة الجزائرية لدليل على جبروت النظام وعدوانيته ،وهو المعروف بسوابق في الوقت القريب و كيف انقلب على الديمقراطية وسمى الحركة الإسلامية بالانقلابيين ، الإرهابيين ، وكيف دبح وقتل ومزق الشعب الجزائري كل ممزق أكثر من 11000من الضحايا والشهداء الذين قضوا نحبهم لا لشيء سوى لفوزهم في انتخابات نزيهة بغالبية الأصوات ، وكيف تعامل النظام بالقبايل من أعمال أكثر وحشية في حق أناس كل مطلبهم رفع اليد القذرة عن سكان يعنون التهميش والتضييق على الحريات والتعسف الجاثم والظالم على شباب جرد من هويته وتلاعبوا بحقوقه وتنكروا لمطالبه الاجتماعية والسياسية ، كيف لنظام عسكري جائر أن يسلب الحق لمواطنيه ويستولي على ثرواته أن يحضن حركة الانفصاليين ويدعمهم لأجل الكرامة وحق في الوجود ،أليس هذا مخجل ومضحك في آن واحد ونحن نعلم علم اليقين أن العدو الوهمي الذي صور للجزائريين ليس سوى هروب للأمام و غض الطرف عن معاناة الجزائريين وعن حقوقهم المسلوبة وثرواتهم المنهوبة ، فلا يعقل لبلد يمتلك الغاز الطبيعي والنفط والكثير من الثروات الطبيعية أن يعيش شعبه بين نار الفقر و الهجرة القسرية أو انصياعهم المطلق كعبيد للطبقة الحاكمة الجائرة . كيف تفسر لي أن الشعب الجزائري الذي ينعم بكل هذه النعم التي حباه المولى أن يتحول لشعب تحت رحمة حكم الجنرالات الذين يستولون على أغلب مقدرات البلاد ويحتكرون معظم منتجاته وموارده تاركين الشعب الشقيق يرزح تحت وطأة الفقر, أليس مخزي ما نسمع ونقراه في بعض وسائل الإعلام وبعض الأقلام المأجورة في صحف مولت بأموال الشعب الجزائري ،أن ينقل الأحداث الأخير في العيون ويصفها بالإبادة ،اثنا عشر قتيل تهول لتصل إلى درجة الإبادة ومائة ألف قتيل وقهر وسفك للدماء تسمى محاربة الإرهاب ، صحيح إن لم تستحي فافعل ماشئت ، إن المطالب اجتماعية بالدرجة الأولى رغم أنهم حاولوا تسييسها فالقبائل الصحراوية التي تعشق الحرية وتنشد التغيير رفضت تسييسها والركوب عليها كما ركبوا على معاناة الشعب الصحراوي المحتجز وتاجروا به ربما تصلكم أصداء الجهوية الموسعة والمتقدمة مثلما تصلكم النهضة التي يعيشها المغرب المنعم بالاستقرار بمشاريع وأوراش كبرى في كل ربوع المملكة من ميناء متوسطي في الشمال أكبر الموانئ في إفريقيا الذي بهر حتى الإسبان أنفسهم، أربعة مدن وقرى سياحية بمواصفات عالمية ، الطريق السيار من طنجة إلى كويرة ومعامل الرونو التي سعت السلطات الجزائرية بكل الوسائل أن تمنعه وتغري الفرنسيين بفك الارتباط مع المغرب ولكن دون جدوى أدعوكم لتروا بأم أعينكم النقلة التي حققها المغرب في عهد الملك محمد السادس والتي فاقت التصور حرية الرأي والتعبير والمطالبة بالتغيير شيء نسعى إليه ونطالب به وأحيلكم إلى شارع محمد الخامس أو أمام البرلمان لتشاهدوا الوقفات والإعتصامات حضارية باتت أمرا مألوفا وثقافة رائجة ، ورغم ذلك نطالب بالمزيد وليس خلق عدو وهمي لا يوجد سوى في مخيلة الجنرالات لمزيد من النهب والسلب والذي أضحى أكثر وضوحا ومصدر وجودهم وبقائهم في السلطة .