انطلقت صباح اليوم الأحد بالقاهرة أشغال المؤتمر الدولي للمانحين لتنمية وإعمار دارفور بمشاركة أزيد من 80 دولة من ضمنها المملكة المغربية. ويعقد المؤتمر الذي يمثل المغرب فيه السيد محمد أزروال السفير المفتش العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، تحت شعار "التنمية من أجل السلام"، وتحضره أيضا العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والحكومية ومنظمات المجتمع المدني والجهات المانحة والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. ويهدف المؤتمر إلى توفير ملياري دولار من أجل تمويل مشاريع أساسية لإعادة الحياة إلى إقليم دارفور الذي دمره الصراع الدائر منذ عام 2003 بين الحكومة السودانية والحركات الدارفورية المتمردة ، والانتقال من مرحلة تقديم مساعدات الإغاثة إلى مرحلة التنمية. وتغطي المشاريع المقترحة مجالات الإسكان والتخطيط العمراني والزراعة والثروة الحيوانية والغابات والطرق والتصنيع الزراعي والتنمية الريفية وتنمية المرأة والمياه والصحة والتعليم. وسيركز المؤتمر على تنسيق التعهدات والمساهمات المالية لتنفيذ هذه المشاريع التي حددها خبراء منظمة المؤتمر الإسلامي، ومناقشة فكرة تأسيس بنك للتنمية مقره السودان، تودع فيه المبالغ التي يتم الإعلان عنها ليصبح بمثابة الكيان الذى يتلقى جميع المنح والإعانات المقدمة لدارفور. ويعاني إقليم دارفور من غياب تام للبنيات التحتية والخدماتية الأساسية وضعف في التنمية الزراعية والصناعية والحيوانية،فضلا عن انتشار البطالة في ظل تعداد سكاني يبلغ 6 ملايين نسمة منهم مليونان من اللاجئين والنازحين. كما أن غياب الأمن جعل الإقيلم عرضة للعديد من الأحداث والمآسي وشكل عائقا أساسيا أمام قوافل الإغاثة في الوصول الى المحتاجين. ويشكل تنظيم المؤتمر فرصة لدعم مسار التسوية السلمية في الإقليم في ضوء التطورات الإيجابية التي شهدتها مؤخرا المفاوضات بين الحكومة السودانية والفصائل المسلحة في دارفور وتوقيع اتفاق السلام الإطار بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة فى 23 فبراير الماضي فى العاصمة القطرية الدوحة، مما أحيا الآمال بتحقيق السلام في المنطقة.