قال السيد محمد الشيخ بيد الله الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ، اليوم الجمعة بفاس ، إن نجاح الجهوية الموسعة رهين بإدماج المعطيات التاريخية الأساسية المشكلة للهوية الوطنية. وأوضح السيد بيد الله الذي كان يتحدث في يوم دراسي حول "الجهوية وقضايا الهوية والتنوع الثقافي" إن مشروعا طموحا من حجم الجهوية الموسعة ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار جميع مكونات الهوية المغربية في أبعادها وامتداداتها التاريخية، وتجذرها الروحي وتعبيراتها الحديثة المختلفة. وأضاف أن الجوانب ذات الصلة بالبيئة الجغرافية والاجتماعية، واللغة والشعور بالانتماء إلى الثقافة كتعبير عن الخصوصية وكأداة للتعبئة، تعد عناصر أساسية للنهوض بأداء الجهات. ومن هذا المنطلق، دعا الأمين العام للحزب إلى التفكير في الوسائل التي من شأنها أن تجعل من التنوع الثقافي والهوياتي محركا للتنمية الجهوية وآلية لتوطيد الشعور بالانتماء إلى التراب الجهوي. وتابع أن الجهوية المتقدمة ، فضلا عن الجوانب التاريخية ، مدعوة إلى استيعاب المعطيات الجديدة المرتبطة بالحداثة وتفكك البنيات الاجتماعية القديمة وحركية السكان والهجرة والتطلعات الجديدة نحو الديمقراطية، التي تنضاف إلى التطلعات الجهوية والثقافية في اتجاه الاعتراف بالتراث. وبخصوص تشكيل اللجنة الاستشارية للجهوية الموسعة، أبرز السيد بيد الله أن المبادرة الملكية تضع لبنة حكامة ترابية حديثة وتدشن جيلا جديدا من الإصلاحات المؤسساتية. وأوضح ، في هذا السياق ، أن تحديث أنماط تدبير المجال الترابي يستدعي تغيير وسائل العمل المتقادمة ومراجعة النصوص القانونية المتجاوزة. وعرج الأمين العام لحزب الأصالة المعاصرة في كلمته على المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليم الجنوب. وأبرز أن هذه المبادرة تشكل الحل المناسب لتسوية نزاع الصحراء المغربية وتمكين بلدان المغرب العربي من رفع التحديات التي تواجهها شعوب المنطقة. وعرف اليوم الدراسي الذي يندرج في إطار سلسلة من اللقاءات التي ينظمها حزب الأصالة والمعاصرة في مختلف مناطق المملكة، مشاركة كفاءات أكاديمية من آفاق متنوعة، انكبت على مناقشة قضايا "الرؤية الثقافية للجهوية"، و"الهوية والخصوصيات الكونية، الوطنية والجهوية"، و"الجهوية الموسعة والتنوع"، و"تنوع نماذج الجهوية ودور العوامل الثقافية".