انصبت اهتمامات افتتاحيات الصحف الوطنية الصادرة اليوم السبت على حدث إطلاق أشغال بناء خط القطار فائق السرعة (إل جي في) الذي سيربط بين مدينتي طنجة والدار البيضاء و الحراك السياسي الذي يشهده المغرب في أفق تنظيم الانتخابات التشريعية في نونبر المقبل. وأكدت صحيفة (بيان اليوم) أن سعي المملكة إلى امتلاك القطار الفائق السرعة "يحيل على السرعة التي أصبحت تميز دينامية البلاد ومنجزاتها البنيوية والهيكلية"، مشيرة إلى أن "نجاح المغرب في تأمين التمويلات اللازمة للمشروع يدل على ثقة العالم عربيا وأوروبيا في الاستثناء المغربي". وأبرز صاحب الافتتاحية أن (إل جي في) جاء ليضيف للمسار الوطني "عنوانا آخر يحيل على مرحلة جديدة ولجتها البلاد، وهي مرحلة لها سرعتها التي تختلف عن كل الإيقاعات السابقة، والتي لن تنحصر في البعد الاقتصادي والتجهيزي، وإنما تشمل الجانب السياسي والمؤسساتي أيضا". وأضاف أن زمن (إل جي في) في السياسة "يتطلب اليوم الانتباه إلى إيقاعات المحيط الإقليمي والدولي، ويتطلب الإصرار على عدم التراجع، ويتطلب مواجهة المفسدين والمتربصين بحلمنا الديمقراطي، كما يتطلب في الأول والأخير تفادي وقف قطار الإصلاح أو جره إلى الخلف أو إرباك سيره". من جهتها، اهتمت صحيفة (الصباح) بالحراك السياسي الذي يشهده المغرب في أفق تنظيم الانتخابات التشريعية في نونبر المقبل وكتبت في هذا السياق أن "النقاش بشأن الإصلاح السياسي يعود إلى نقطة الصفر"، وذلك بعد تباين وجهات النظر بين مختلف الفرقاء السياسيين من جهة، والدولة من جهة أخرى. وأبرزت الصحيفة، في افتتاحية تحت عنوان "نقطة الصفر"، أن "الدولة اصطدمت بوجود كائنات سياسية تملك أكثر من خطاب وأكثر من موقف"، موضحة أن الأحزاب التي كانت تصفق للتوافق بالأمس، في مشاورات الداخلية، هي نفسها التي تضع فرقها البرلمانية العصا في العجلة". وأكد صاحب الافتتاحية أن "الواقع الحزبي ببلادنا يكرس الارتداد السياسي، ولعلها الحقيقة التي كشفتها تسريبات اجتماع دبلوماسيين فرنسيين في شمال إفريقيا، حين أثنوا على الإصلاحات التي يقودها جلالة الملك، ودقوا ناقوس الخطر بشأن الأحزاب السياسية التي اعتبروا أنها غير مستعدة بما يكفي للانخراط في مسار يتجاوب مع إرادة الدولة في تعميق وتسريع وتيرة الإصلاح".