( بقلم إلياس الخلفي) - تتجه مدينة العروي التي كانت معروفة ب` "جبل العروي" نحو صعود ناجح بإطلاق خطواتها الأولى نحو الحداثة، وذلك بفضل المشاريع التنموية الواعدة، التي تمت برمجتها بهذه المدينة المحورية بإقليم الناضور والتي من شأنها أن تبويء المدينة مكانة متميزة في الجهة الشرقية. وتزخر مدينة العروي، الواقعة على بعد حوالي 22 كلم جنوب الناضور، بمؤهلات حضرية هامة ونشاط اقتصادي في نمو مطرد، سواء في مجال الصناعة أو الفلاحة أو التجارة. كما أن المدينة معروفة على الخصوص بالتحولات العميقة التي ساهم فيها أبناؤها المقيمون بالخارج وباحتضانها لأحد المراكز الهامة للصناعة المعدنية على الصعيد الوطني ألا وهو الشركة الوطنية للصلب (سوناسيد). وبفضل هذه المؤهلات كلها، وكذا قرب المدينة من البنيات التحتية (مطار الناضور العروي وميناء بني انصار ومحطة القطار الجديدة بالناضور) أصبحت العروي مرشحة لأن تتحول مستقبلا إلى قاطرة اقتصادية بالجهة. وبالفعل فقد أطلق صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، سنة 2008 العديد من المشاريع الهيكلية وأخرى ذات طابع اجتماعي وخاصة القطب الحضري الجديد لمدينة العروي الذي خصص له استثمار بقيمة 21 مليار درهم. وتتضمن هذه البنية الجديدة بناء حوالي 36 ألف سكن لفائدة 180 ألف نسمة . كما دشن صاحب الجلالة سنة 2010 دارا للشباب بالمدينة تم تشييدها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتكلفة إجمالية تصل إلى 55ر2 مليون درهم، وأعطى جلالته انطلاقة أشغال بناء مركب القرب السوسيو- رياضي "صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن " الذي تم إنجازه باستثمار يفوق 5 ملايين درهم. من جهة أخرى، وفي إطار تنمية البنيات التحتية اللوجيستيكية لإقليم الناضور وخاصة بمدينة العروي، تمت برمجة أربعة مشاريع خلال سنة 2010 تروم تحديث المطار الدولي الناضور- العروي الذي يعرف في السنوات الأخيرة نشاطا متزايدا بفضل سياسة "السماء المفتوحة" التي اعتمدتها المملكة. كما شملت هذه المشاريع أشغال توسيع محطات المطار عبر توسيع الفضاءات المخصصة للمسافرين من أجل ضمان خدمات ذات جودة لمستعملي هذه المنشأة. وتضمنت جهود تأهيل المطار أيضا تثنية الطريق المؤدية إليه وإقامة نظام جديد للإنارة بهذه الطريق، فضلا عن اعتماد إشهاد للخدمات المقدمة للمسافرين والمستعملين حسب معيار "إيزو 9001 " صيغة 2008. وتروم هذه المشاريع الحضرية والخاصة بالبنيات التحتية إحداث تكامل واستباق التطور الذي يرتقب أن يعرفه "القطب الاقتصادي الجديد للناضور الكبرى" وتجاوز الاختلالات الحضرية والهيكلية التي يشهدها الإقليم. وستصبح مدينة العروي بالفعل في صلب المسيرة التي شرع فيها المغرب خلال السنوات القليلة الماضية وسيكون بإمكانها القيام بدورها الكامل كقاطرة اقتصادية، خاصة مع الازدهار الاقتصادي الذي تشهده المنطقة، والأوراش الكبرى الجارية (مارشيكا -ميد الناضور والمنطقة الصناعية لسلوان وغيرها)، فضلا عن مشروع الجهوية المتقدمة، الذي ستكون له، لا محالة، انعكاسات إيجابية على الدينامية التي تشهدها المنطقة ككل.