قال المندوب الوزاري لحقوق الإنسان السيد المحجوب الهيبة، اليوم الأربعاء بالرباط، إن المغرب أبان عن التزام إرادي بمحاربة والوقاية من التعذيب وباقي انتهاكات حقوق الإنسان. وأبرز السيد الهيبة، في افتتاح المؤتمر رفيع المستوى حول "دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في مجال الوقاية من التعذيب بإفريقيا"، أن المغرب انخرط في مجموع المعاهدات والأدوات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، ورفع التحفظات التي أضحت متقادمة بفعل التقدم الهام الذي عرفته هذه الحقوق في التشريع الوطني. وأضاف أن المغرب وقع وصادق على اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وخطا خطة هامة في التلاؤم معها عبر تجريم التعذيب، "مما يشكل مرحلة متقدمة، ليس فقط في الوفاء بالتزاماته اتجاه ساكنته والمجتمع الدولي، وإنما اتجاه المنطقة". وأشار المندوب الوزاري كذلك إلى تزامن انعقاد هذا المؤتمر مع اعتماد الدستور الجديد للمملكة الذي يجرم بشكل واضح ومباشر الانتهاكات الجسيمة والمنهجية لحقوق الإنسان، خاصة التعذيب، والاختفاء القسري، والاعتقال العشوائي. من جهة أخرى، دعا السيد الهيبة إلى إجراء تقييم جاد وهادئ لحصيلة عمل مؤسسات حقوق الإنسان الإفريقية والسلطات القضائية والمجتمع المدني في ما يخص زيارة أماكن الاحتجاز، وذلك في أفق وضع خريطة لهذه الأماكن وتنوعها وأنظمتها القضائية والسلطات التي تشرف عليها والتوقف عند العراقيل والإكراهات التي تحول دون الولوج إليها، وتحديد الخصاص المطروح على مستوى مهنية الزيارات. وذكر في هذا الصدد أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان أضحى يتمتع بصلاحيات واسعة وطنيا وجهويا تشمل زيارة المؤسسات السجنية، مما يضمن له المزيد من الاستقلالية والفعالية في حماية حقوق الإنسان والدفاع عنها. من جانبه، أكد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان السيد إدريس اليزمي أنه رغم الجهود الهامة التي بذلتها إفريقيا في محاربة والوقاية من التعذيب، لازال القضاء على هذه الممارسات بعيدا، سواء بفعل الالتزام المحدود للدول أو إهمال أسبابه الأساسية المتمثلة في الفقر، والتمييز، والإقصاء الاجتماعي، والفساد، والجهل، إلى جانب غياب الاستقرار السياسي. وأضاف السيد اليزمي، أيضا رئيس شبكة المؤسسات الوطنية الإفريقية لحقوق الإنسان، أن هذه الأخيرة تقوم حاليا بدور أساسي في التشجيع على المصادقة على البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب والعمل مباشرة على محاربة هذه الآفة، قائلا إن "مؤتمر اليوم يجسد التزامنا المشترك لجعل محاربة التعذيب أولوية في أنشطتنا، والتشجيع على تفعيل الأدوات العملية لذلك، بما في ذلك الدعم المتبادل لفرقنا في هذا الاتجاه". كما ذكر بهذه المناسبة بأن مجلس الحكومة أقر في ماي الماضي مصادقة المملكة على البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب، مما سيؤدي، عقب انتهاء مسار المصادقة، إلى إحداث لجنة وطنية للوقاية من التعذيب تختص أساسا بوضع تقرير سنوي ترفعه للجنة الفرعية للأمم المتحدة لمنع التعذيب.