أجل وزراء الإعلام العرب الذين عقدوا يوم الأحد اجتماعا استثنائيا بالقاهرة ترأسه السيد خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إقرار إنشاء مفوضية للإعلام العربي إلى اجتماع استثنائي آخر يعقد في أكتوبر المقبل. فقد قرر مجلس الوزراء العرب، حسب ما أعلنه السيد خالد الناصري في ندوة صحافية مشتركة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى عقب اختتام أشغال الاجتماع الاستثنائي ، عقد دورة استثنائية للجنة الدائمة للاعلام بمشاركة خبراء قانونيين وإعلاميين من الدول العربية والمؤسسات والهيئات العربية الممارسة لمهام إعلامية لمناقشة الملاحظات الواردة من الدول العربية على مشروع قرار إنشاء المفوضية ، علي أن يعرض المشروع على الدورة العادية لمجلس وزراء الإعلام العرب في يونيو القادم تمهيدا لإقراره في دورة استثنائية تعقد خلال شهر أكتوبر المقبل. وجاء قرار تأجيل البت في إنشاء المفوضية بناء على توصية اللجنة الدائمة للاعلام، في اجتماعها الأخير ، بتشكيل لجنة من الخبراء القانونيين والإعلاميين العرب لدراسة مقترح الأمين العام للجامعة العربية بإنشاء هذه الهيئة. وبخصوص مشروع قرار مجلس النواب الأمريكي القاضي بتصنيف مشغلي الأقمار الصناعية كمنظمات إرهابية في حالة التعاقد مع القنوات التي تعتبر واشنطن أنها تشجع الارهاب ،طلب مجلس وزراء الإعلام العرب من وزراء الخارجية القيام بتحرك عربي في الولاياتالمتحدة لإظهار الأثر السلبي الذي يمكن أن يحدث في حالة صدور مثل هذا القرار وذلك بالتنسيق مع المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية "عرب سات" والشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" وشركة "نور سات". وأكد الاجتماع الاستثنائي للمجلس على ضرورة مواصلة الدول العربية لجهودها الإعلامية لمكافحة التطرف والعنف والطائفية والإرهاب والتحريض عليه مع التمسك بحرية الإعلام والدفاع عنها ورفض كل محاولات التضييق عليها مع ضرورة التمييز بين الإرهاب وحق الشعب العربي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. وشدد المجلس على احترام الدول مانحة تراخيص البث الفضائي والشركات المشغلة للأقمار الصناعية للمعايير والضوابط الخاصة بالبث الفضائي. وكلف المجلس بعثة الجامعة العربية ومجلس السفراء العرب في واشنطن في ضوء هذا القرار بمواصلة الجهود في الحوار مع الجانب الأمريكي وموافاة المجلس بالتطورات حول هذا الموضوع . كما قرر السعي لدى القنوات الفضائية الأجنبية لعدم بث برامج إعلامية تحريضية ضد العرب والمسلمين . واعتمد وزراء الإعلام العرب أيضا قرارا يقضي بوضع سياسة إعلامية عربية لمواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى، تتضمن قيام وسائل الإعلام العربية بإبراز أهمية مدينة القدس والمسجد الاقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية بالنسبة للعرب والمسلمين والمسيحيين وكشف المخططات الإسرائيلية للرأي العام العربي والعالمي وتوثيقها. كما أكد الاجتماع على أن الخطة يجب أن تتضمن حشد الرأي العام العالمي لمناهضة الإجراءات والسياسات الإسرائيلية في المدينة المقدسة ونوايا إسرائيل تجاه المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية ، والعمل على إبقاء القضية الفلسطينية عموما وقضية القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية حية في عقول وقلوب العرب والمسلمين من خلال التوعية الإعلامية. وأكد وزراء الإعلام العرب ضرورة إيصال رسالة للعالم مفادها أن الاعتداء على هذه المقدسات سوف تكون نتائجها وخيمة وسيدخل المنطقة في نفق مظلم لا تعرف نهايته. وأعرب مجلس وزراء الإعلام العرب، في بيان خاص بالصومال، عن حرصه على دعم هذا البلد العربي إعلاميا ، داعيا في هذا السياق مؤسسات وأجهزة الإعلام العربية إلى التأكيد على ضرورة خلق الأجواء المناسبة لوقف دائرة العنف والاقتتال في الصومال ، واللجوء إلى المصالحة الوطنية والحوار سبيلا إلى استعادة الاستقرار والحياة الطبيعية في ربوعه وإعادة بناء مؤسسات الدولة فيه. من جهته، أكد السيد عمرو موسى في معرض تعليقه على مشروع قرار مجلس النواب الأمريكي أن مسألة وقف بث الكراهية "ليست من طرف واحد وإنما من الطرفين" مشيرا في هذا الصدد إلى أن بعض القنوات الفضائية الأمريكية تبث الكراهية ضد العرب. وعن تأجيل البت في إنشاء مفوضية للإعلام العربي التي اقترحتها الجامعة العربية قال موسى إن فكرة المفوضية " فكرة سابقة بالكامل عن كل ما جرى من نقاش وأحداث في السنوات الاربع الماضية ونرى أن هناك التباسا فعلا في العالم العربي ذهنيا ونفسيا وأن هناك شيئا من الشك بوجود مؤامرة" . وأضاف أن "هذه المفوضية لم تنشأ لتراقب أو لتستخدم مقصا أو عصا وليس هذا من سلطتها بعد أن تبين أن الوثائق السابقة التي كانت محط شكوك هي وثائق استرشادية وليست ملزمة" .