فاز المنتخب الوطني الأولمبي على نظيره من جمهورية الكونغو الديمقراطية بهدفين لواحد في المباراة،التي جمعت بينهما مساء اليوم الجمعة بملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء،برسم ذهاب الدور الثاني من الإقصائيات الإفريقية المؤهلة لأولمبياد لندن 2012. وسجل هدفي المنتخب المغربي كل من ياسين القاسمي (د 8) وعبد الرزاق حمد الله (د 90+2)،فيما وقع الهدف الوحيد لمنتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية اللاعب أميكوك كاندا (د 68). وستقام مباراة الإياب بين المنتخبين الكونغولي والمغربي ما بين 17 و19 يونيو الجاري بكنشاسا. وكان بإمكان النخبة المغربية،التي خاضت هذا اللقاء في غياب خمسة لاعبين مصابين وهم محمد أزنام وعبد المولى برابح وحسين زيدون ومصطفى فليسات وزكريا الإسماعيلي،زيارة شباك المنتخب الكونغولي في أكثر من مناسبة بيد أن التسرع وعدم التركيز حالا دون إضافة أهداف أخرى . وعملت العناصر الوطنية منذ انطلاق هذه المباراة،التي أدارها طاقم تحكيم غيني بقيادة كيطا ياكوبا بمساعدة مواطنيه كابا موسى وسيديبي سيدكي أمام جمهور لابأس به،على ممارسة ضغط متواصل على معترك المنتخب الكونغولي ومحاصرة لاعبيه في منطقتهم من خلال التسرب إما عبر الأجنحة أو التوغل من وسط الدفاع. وكاد هذا الضغط أن يثمر هدفا مبكرا للمنتخب الوطني عن طريق المهاجم النشيط مختار يونس،الذي سدد بقوة في الدقيقة السابعة غير أن الحارس الكونغولي ديبولينا حال دون دون دخول الكرة إلى شباكه بعد ارتماءة موفقة . ولم ينتظر الجمهور القليل،الذي تابع اللقاء،طويلا لمعاينة شباك المنتخب الكونغولي تهتز،إذ مباشرة دقيقة واحدة بعد المحاولة الضائعة لمختار يونس،نجح زميله قلب الهجوم ياسين القاسمي على إثر تمريرة جانبية في استغلال خطأ مزدوج بين الحارس وأحد مدافعيه ووقع هدف السبق (د 8). وبقليل من الحظ كان عبد العزيز برادة قريبا في الدقيقة 11 من إضافة هدف الاطمئنان غير أن كرته استقرت في أحضان الحارس . ليعود مختار يونس ليعلن عن نفسه كأحد أبرز العناصر الوطنية بعد العمل التقني الجيد الذي قام به في مربع العمليات حيث تخلص بطريقة بديعة من مدافعين وانفرد بالحارس إلا أنه وأمام استغراب الجميع مرت كرته فوق العارضة (د 25). ومباشرة بعد هذه العملية أخذ المنتخب الكونغولي يتحرر من أسلوبه الدفاعي وبدأ يقوم بين الفينة والأخرى ببعض المحاولات المحتشمة التي كانت تفتقد للخطورة لتنتهي الجولة الأولى بتقدم النخبة المغربية بهدف وحيد. ومع انطلاق الجولة الثانية،واصلت العناصر الوطنية ضغطها الذي كاد يتكلل بهدف ثان بعد ضربة خطأ مباشرة سددها بإتقان العميد إدريس فتوحي وتصدى لها الحارس ببراعة وعلى مرتين بعدما عادت الكرة إلى مختار يونس (د 49) قبل أن يتدخل أحد المدافعين ويبعد الخطر إلى الزاوية. وتواصلت المحاولات المغربية بحثا عن هدف ثان قد يساعد على خوض مباراة الإياب بنوع من الاطمئنان غير أن قلة التركيز والتسرع دون إغفال تكتل الدفاع الكونغولي ويقظة حارس مرماه كلها عناصر حالت دون ذلك. ومع مرور الوقت،اكتسب اللاعبون الكونغوليون عنصر الثقة في النفس وبدأوا من جانبهم ممارسة بعض الخطورة على مرمى الحارس ياسين الخروبي خاصة بعد الأخطاء التي وقع فيها الدفاع المغربي،الذي كان مهزوزا وغاب عن عناصره الانسجام في الكثير من المناسبات،على عكس خطي الوسط والهجوم اللذين كانا نشيطين خاصة في الشوط الأول الأول. وأثمرت المحاولات الكونغولية،على قلتها،هدفا ساهم فيه الحظ بشكل كبير بعدما تحول مسار الكرة،التي سددها اللاعب أميكوك كاندا من ضربة خطأ (د 68)،لتستقر في مرمى الحارس الخروبي. ونزل هذا الهدف المباغث كقطعة ثلج على الجمهور واللاعبين والإدارة التقنية الوطنية التي بادرت إلى إدخال مجموعة من التغييرات في محاولة لضخ دماء جديدة في صفوف النخبة المغربية حيث تمت الاستعانة بكل من سفيان لغموشي والمهدي قرناص وعبد الرزاق حمد الله محل كل من يونس مختار وعبد العزيز برادة وياسين قاسمي. وعادت آلة المنتخب المغربي للتحرك من جديد ومارست ضغطا كبيرا على الدفاع الأنغولي،الذي عاد بعد هدف التعادل إلى التقوقع،الشيء الذي أثمر هدفا جاء من رحم المعاناة وكان من ورائه البديل حمد الله في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع (90+2) ليحرر بالتالي زملاءه ومعهم الجمهور الذي ساند المجموعة إلى أن أعلن الحكم الغيني صافرة النهاية. وعلى ضوء هذه النتيجة،يبقى على أشبال المدرب الهولندي بيم فيربيك،إن هم أرادوا مواصلة المشوار والتأهل إلى دور المجموعات،الاستعداد بشكل جيد وبكثير من الجدية لمباراة الإياب،المقررة بكنشاسا يوم 18 أو 19 يونيو الجاري،والتي لن تكون بكل المقاييس سهلة. وكان المنتخب المغربي قد بلغ الدور الثاني من التصفيات المؤهلة لأولمبياد لندن على حساب منتخب الموزامبيق بفوزه عليه ذهابا (26 مارس) بمراكش 2-1 وخسارته أمامه إيابا (10 أبريل) بمابوتو 1-2 ،فيما تجاوز منتخب الكونغو الديمقراطية منتخب بوركينا فاصو بالفوز عليه ذهابا وإيابا 2-1 و3-1. يذكر أن المنتخب المغربي الأولمبي سبق له أن شارك ست مرات في دورة الألعاب الأولمبية وهي طوكيو 1964 وميونيخ 1972 ولوس أنجليس 1984 وبرشلونة 1992 وسيدني 2000 وأثينا 2004،علما بأنه تأهل أيضا إلى دورة مكسيكو 1968 لكنه قاطعها بعدما أوقعته القرعة مع منتخب إسرائيل في مجموعة واحدة.