شكل "سؤال الموضوعية في الفيلم الوثائقي" محور ندوة فكرية عقدت اليوم السبت على هامش فعاليات المهرجان الوطني الأول للشريط الوثائقي التربوي" المنظم يومي 20 و21 ماي الجاري بخريبكة تحت شعار "الشريط الوثائقي..وسيط تربوي". وأجمع المتدخلون في هذا اللقاء الثقافي، الذي نشطه الناقدان السينمائيان ضمير الياقوتي وعبد اللطيف الركاني، أن الموضوعية من الصعب تحقيقها في أي إنتاج إبداعي فني بما في ذلك الفيلم الوثائقي، الذي يستمد مشروعيته من كونه إحدى الوسائل الديداكتيكية المعتمدة في مجال التعليم والتثقيف. وأكدوا من خلال جرد لسلسلة من مراحل التطور الذي عرفها الفن السابع أن الفيلم الوثائقي باعتباره إنتاجا إنسانيا فهو لا يخلو من الذاتية حتى في معالجته للمواضيع العلمية أو الوقائع التاريخية. وعزوا هذا الطرح لمجموعة من الأدوات والآليات التي تستعمل في الصناعة السينمائية بما في ذلك المونتاج وزوايا التقاط الصور والتقطيع وترتيب اللقطات والصوت الخارجي "بلاي أوف"، كلها عوامل من شأنها زعزعة الوقائع والإخلال بحقيقة الأشياء التي تبقى نسبية على الدوام. وأشاروا إلى أن هذا الجنس الإبداعي أضحى اليوم أكثر من أي وقت مضى ذا إقبال متزايد لكونه يسعى إلى الجمع بين الفرجة والمتعة والإثارة، مما يحثم على صناعه اختيار اللقطات ووجهات النظر التي تستجيب لطبيعة الموضوع المزمع معالجته وهذا ما يجعلهم يتخطون طبيعة الواقع و يغوصون بشكل جلي في أعماق ذواتهم بدل التجرد والحياد. واختتمت الندوة، المنظمة من طرف النيابة الاقليمة لوزارة التربية الوطنية بخريبكة بتنسيق مع جمعية الأنشطة الاجتماعية التربوية التابعة لها، بعرض لمقتطفات من شريط وثائقي للمخرج هيتش كوك بعنوان "جي في تو" (رأيت كل شيء) حيث تم من خلال وقائعه الكشف عن نسبية الحقيقة في كل ما يشاهد وما يتم تداوله من معلومات.