أكد المغرب والهند عزمهما الراسخ على إرساء شراكة مثمرة في المجال الفلاحي والقطاعات المتصلة به من أجل تعزيز واستغلال أفضل الإمكانيات المتاحة للتعاون بين البلدين. وجاء ذلك خلال المباحثات التي أجراها، اليوم الخميس بنيودلهي، وزير التجارة الخارجية السيد عبد اللطيف معزوز مع وزير الفلاحة والصناعة الغذائية الهندي شاراد باوار، على هامش انعقاد أشغال الدورة الرابعة للجنة الاقتصادية المغربية الهندية المشتركة. وقال السيد معزوز، في كلمة خلال هذا الاجتماع، إن المغرب والهند مدعوان إلى تطوير مجالات التعاون، لاسيما في قطاعات البحث الزراعي وتدبير المياه وتربية الاحياء المائية والصيد البحري وصناعة القطن الذي تحتل فيه الهند المرتبة الثانية عالميا على مستوى الإنتاج. واستعرض، في هذا الصدد، أهداف "المخطط الاخضر" الذي أطلقه المغرب لتطوير الإنتاج الزراعي والغذائي، فضلا عن الخطوط العريضة لاستراتيجية المملكة لتطوير قطاع الصيد البحري، مشيرا إلى رغبة المغرب في الاستفادة من تجربة الهند في هذا المجال. وأضاف وزير التجارة الخارجية أن المغرب يمكن أن يشكل بوابة للهند لولوج سوق استهلاكية تستوعب مليار مستهلك، بفضل اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها المملكة مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وبعض بلدان المنطقة العربية، مشيرا أيضا إلى إمكانية تطوير التعاون مع الهند على المستوى الغذائي لفائدة البلدان الافريقية الواقعة جنوب الصحراء. ودعا إلى تطوير شراكات بين القطاع الخاص في البلدين للانتقال بالعلاقات الثنائية إلى وتيرة أسرع بالشكل الذي يستجيب لمتطلبات التنمية في البلدين، مؤكدا على ضرورة تفعيل دور مجلس الأعمال المغربي الهندي الذي عقد آخر اجتماع له عام 2004 . وعلى المستوى السياسي، ذكر السيد معزوز بأن العلاقات المغربية الهندية شهدت نقلة نوعية منذ الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للهند في فبراير 2001 ، مؤكدا تطابق وجهات نظر البلدين في كافة القضايا الدولية الرئيسية. ومن جانبه، أكد وزير الفلاحة والصناعة الغذائية الهندي أن المبادلات التجارية بين المغرب والهند حققت طفرة نوعية في السنوات الأخيرة، داعيا إلى توسيع هذه المبادلات وتنويعها والاهتمام بقطاعات أخرى واعدة. وذكر ببعض اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين، ومنها اتفاقية التعاون في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء المائية عام 2004 ، مقترحا تشكيل فريق عمل مشترك لتنفيذ بنود هذه الاتفاقيات على أرض الواقع. وأكد شاراد باوار استعداد بلاده للتعاون مع المغرب في جميع القطاعات التي تقدم قيمة مضافة لاقتصاد البلدين، كتصنيع القطن وتطوير المصايد السمكية وغيرها من القطاعات الواعدة التي تدخل في نطاق اختصاص وزارته.