0 في اللقاء الدولي الودي، الذي جمع بينهما مساء اليوم الأربعاء بالملعب الجديد لمدينة مراكش. فعلى الرغم من كون اللقاء يبقى وديا إلا أن العناصر الوطنية عملت على تقديم عرض مميز يطمئن الجمهور الرياضي المغربي على مستقبل "أسود الأطلس" المقبلين على مباراة هامة برسم الجولة الثالثة أمام منتخب الجزائر يوم 27 مارس المقبل برسم المجموعة الإقصائية الرابعة المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم 2012 المقررة بغينيا الاستوائية والغابون. وتجلى التفوق المغربي خاصة على مستوى خط الدفاع، بقيادة المهدي بنعطية وأحمد القنطاري والذي استعاد الكثير من مناعته مع عودة الظهير الأيمن ميكاييل بصير، وخط وسط ميدان بدا متمكنا من أدواته التقنية بقيادة الحسين خرجة (ترك مكانه في بداية الشوط الثاني ) قبل أن يعوضه في هذه المهمة الوافد الجديد المهدي كارسيلا. بيد أن خط الهجوم، وعلى الرغم من توفره على أسماء لامعة كمروان الشماخ وعادل تاعرابت ويوسف حجي ... يبقى في حاجة إلى المزيد من الانسجام والتجانس والعمل خاصة على مستوى اللمسة الأخيرة التي كانت سببا في ضياع العديد من الفرص السهلة. وإذا كان من مكسب قد تحقق في مباراة اليوم فهو الوجوه الجديدة التي سجلت حضورها لأول مرة في صفوف المنتخب الوطني كالمحليين أحمد محمدينا ومحمد الشيحاني ومحمد أمين نجمي وأمين البقالي والمحترفين المهدي كارسيلا وأسامة السعيدي الذين كان مردودهم على العموم في المستوى المطلوب. وجاءت أطوار هذه المباراة، التي تعتبر آخر محطة إعدادية قبل اللقاء الهام أمام المنتخب الجزائري، على العموم متوسطة المستوى مع اندفاع كبير للاعبي النخبة الوطنية الذين عملوا على محاصرة نظرائهم من النيجر وأرغموهم على التكتل في معتركهم. وزاد من سهولة اللقاء، الهدف المبكر الذي وقعه مبارك بوصوفة في الدقيقة 16 بعد هجوم مرتد سريع قاده النجم الواعد عادل تاعرابت ، علما بأن الشماخ أهدر دقائق قبل ذلك هدف السبق برعونة. وكان بإمكان مروان الشماخ (د 21) ويوسف حجي (د 24 و36) بقليل من التركيز إضافة ثلاثة أهداف محققة غير أن التسرع من جهة وسوء الحظ من جهة أخرى حالا دون ذلك لينتهي الشوط الأول بتقدم منطقي ومستحق. ونسجت العناصر الوطنية على نفس المنوال مع بداية الشوط الثاني على الرغم من التعديلات التي أدخلها المدرب إيريك عيريتس على تشكيلته. وعلى الرغم من السيطرة شبه المطلقة التي فرضها لاعبو المنتخب الوطني وأهدروا خلالها مجموعة من الأهداف (الشماخ د 60 وبلهندة د 65 وبوصوفة 70 و71 )، إلا أنه تعذر عليهم إضافة أهداف أخرى وانتظروا إلى غاية الدقيقة 84 ليتم الإعلان عن ضربة جزاء انبرى لها بنجاح بوصوفة موقعا بذلك هدفه الثاني في اللقاء قبل أن يتألق أمين البقالي ،لاعب اتحاد الفتح الرياضي، ويبصم مباشرة بعد دخوله وفي أول لمسة له على أول أهدافه مع المنتخب الوطني من خلال ضربة خطأ مباشرة متقنة استقرت في الزاوية التسعين لمرمى الحارس داودا كاسالي في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع (د 90+2). وعلى العموم يمكن اعتبار هذه المواجهة الودية اختبارا ناجحا حاولت خلاله العناصر الوطنية ، التي مازال أمامها عمل كبير، ترك انطباع جيد من شأنه أن يطمئن الجمهور المغربي على مستقبل الفريق في ما تبقى من الإقصائيات القارية على أمل أن تتوج بالتأهل إلى نهائيات العرس الإفريقي المقبل المقرر في غينيا الإستوائية والغابون ، وبالتالي إعادة الاعتبار إلى كرة القدم الوطنية وعودتها من جديد إلى الواجهة.