يتطلع التلاميذ الشعراء بمدينة فاس، الحاضرة التي تتمسك بطابعها الثقافي، الى تسلم مشعل تراث شعري تليد متجذر في الأرض والمخيال الجماعي للمدينة. فبإقدام الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس بولمان على نشر ديوان التلاميذ الشعراء المشاركين في الدورة السادسة للمسابقة الشعرية الكبرى، انفتح أمام هؤلاء أفق جديد لتطوير موهبتهم الابداعية ووضعها على محك المنافسة والتلقي. وكانت الأكاديمية قد تلقت، عبر مختلف وسائل الاتصال، كما هائلا من المشاركات التي عكست ثراء وموهبة أذهلت الجميع وإصرارا على ولوج عالم الشعر من أوسع أبوابه. وعبرت الهيئة التعليمية عن سعادتها بمواهب تلاميذها الذين أطلقوا العنان لقرائحهم معبرين عن تطلعاتهم وأحلامهم ورؤاهم للعالم، بلغات مختلفة، عربية وفرنسية واسبانية وألمانية وأيضا باللهجة العامية. وكتب مدير الأكاديمية الجهوية، السيد محمد ولد دادة، في تقديمه للديوان أن الشعر يبقى دائما الوسيلة الأرقى للتعبير عن المشاعر والمواقف مهما اختلفت اللغات وتباينت الألسنة. إنه الجوهر الذي يسمو بالحياة ويحولها الى لحظات متوهجة بالغبطة والسمو بالفكر والأخلاق. وأضاف السيد ولد دادة أن اقبال التلاميذ على المشاركة بكثافة يدل على أن مجالات الحياة المدرسية يمكن أن تستوعب شغبهم الجميل ورغباتهم في التعبير عن مكنوناتهم ورؤيتهم لمحيطهم. ولاحظ الشاعر محمد بودويك رئيس لجنة تحكيم المسابقة الشعرية أن المحاولات الابداعية تأتى لها في معظمها منسوب معتبر من الشعرية والشاعرية: لغة مهذبة ومشذبة وطاقة تصويرية وتشكيل تعبيري على قدر ملموس من الانزياح والعدول عن النمط والتحرر من الوظيفة التوصيلية الاعتيادية الباردة للغة.