تتلمس الفنانة التشكيلية حسناء بن أمغار التي أقامت معرضا لآخر إبداعاتها الفنية بفضاء المركز الثقافي الفقيه المنوني بمكناس، طريقها بخطى هادئة في بحث عن موطأ قدم متميز في المشهد التشكيلي، حيث تقارب أعمالها قضايا المجتمع والبيئة والتراث برؤيتها الخاصة. ولوحات الفنانة بن أمغار التي عرضتها على هامش المنتدى الجامعي الدولي لتعدد الثقافات الذي اختتمت أشغاله مساء أمس السبت، تفيض بالحب لفضاء الطبيعة الرحب، الذي نقلت تفاصيله من بيئتها بالرشيدية حيث ولدت وترعرعت وشبت تحت شمسها الحارقة وبين قصباتها وقصورها وكثبانها الرملية وواحات نخيلها، فألهمتها وشكلت وعيها البصري، وطبعت أعمالها مما مكنها من امتلاك نوع من الخصوصية في إبداعها. وتحمل أعمال الفنانة بن أمغار العصامية، قلقا واضحا حول حاضر المرأة ومستقبلها والبحث عن تحقيق المعادلة الصعبة في طرح رؤية إمرأة حول واقع المرأة، تتوخي إشراك المتلقي فيه، فجسدته في مظاهر مختلفة، كرقصات من الفلكلور الشعبي، وأسطورة تسلي وتيسليت بحكم القرب الجغرافي لمسقط رأسها. كما تتراقص الأشكال في لوحات الفنانة في أحجام ومساحات مختلفة، يطغى عليها صخب الألوان التي مكنتها من خلق أجواء لونية مؤثرة أضفت قوة على إبداعها ومنحتها أسباب استدراج اهتمام المتلقي، فاستعادت التراث، باستلهام عميق، انصهرت معه ريشتها فرسمت لوحة "التبوريدة" بكل جماليتها، وبعض تفاصيل الإنسان المغربي البسيط. وتقول الفنانة بن أمغار أن الفن بالنسبة لها تجربة أضافت لها الكثير بعد أن مدها بمساحة واسعة للتعبير رغم أنها لم تدرس هذا الفن ولم تكن لديها معرفة كافية بتفاصيله، فانساقت نحو الريشة وتملكتها الرغبة في رسم كل ما تشعر به وكل ما تقع عليه عيناها منذ الطفولة. وعبرت الفنانة بن أمغار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن أسفها لكون الفنان المبتدئ يجد صعوبة في اختراق المشهد التشكيلي، ويلزمه وقت طويل لفرض نفسه ورؤيته الخاصة لكن مع ذلك - تضيف - "أجد من وقت لآخر من يتبنى اللوحات في مناسبات هنا وهناك " حيث شاركت في معارض جماعية في ورزازات والرشيدية ومكناس في فضاءات متعددة. وأضافت أن الرسم يشكل بالنسبة لها مرآة تعكس خبايا الذات الفردية والجماعية وتجارب من الحياة، مؤكدة أن المعارض من شأنها أن تمد جسور التواصل بينها وبين الفنانين من جهة والجمهور من جهة أخرى.